الاتفاق كأهل على مبادئ التربية الجنسية التي نريد تعليمها للطفل، أمر مهمّ جدًا لأنّه يضمن تقديم رسالة موحّدة وفعّالة تعزز فهم الطفل لها واقتناعه بها، ولكن الخطوة الثانية التي تدعم الاتفاق على ما نريد أن يتعلّمه الطفل هي كيف نطبّق أمامه هذه الأفكار وكيف نعكسها عبر سلوكيّاتنا. نشارككم بعض الممارسات التي تساعدنا على ترسيخ القيم والمبادئ عند الطفل:
- أن نكون مثالًا للطفل: يتعلّم الطفل السلوكيات وكيفية التصرّف عبر التقليد، وأكثر من يتأثر بهم ويقلّدهم هم ببساطة أهله، لذلك من المهم أن نقدّم نموذجًا إيجابيًا وواضحًا للطفل في كيفية التعامل مع الجسم والخصوصية. تعليم الطفل من خلال التصرّفات والسلوكيات اليومية يعزز من فهمه للخصوصية واحترامها: مثل أن نغيّر ملابسنا في غرفة منفصلة، ألّا نجلس في ثياب تكشف أجزاءنا الخاصة أمام أحد، ألّا نكشف أعضاءنا الجنسية أمام طفل أو بالغ.
- إظهار الاحترام المتبادل: تعليم الطفل أهمية احترام الآخرين وعدم التعدّي على حدودهم الشخصية، وأيضًا تعليمه كيف يطلب من الأطفال أو البالغين احترام حدوده (الاتفاق على كيفية تعليم الطفل التفاعل مع الآخرين من دون أن يتعدّى على مساحتهم الخاصة، وأن يطلب أن يعاملوه بالمثل، كيفية التعامل مع أجسام الآخرين، ما هي اللمسات المقبولة وما هي اللمسات غير المقبولة، كذلك الأمر فيما يخص الأسئلة التي قد يطرحها على الآخرين. جميع هذه الأمور يتعلمها الطفل عبر سلوكياتنا، وتبادلاتنا الاجتماعية.
- الاتفاق على كيفية تفاعل الطفل مع الشاشات: في الواقع، إنّ سعينا إلى حماية الطفل من أي إساءة محتملة يشمل أيضًا عالم الإنترنت والشاشات، فمن المهم وضع ضوابط وقواعد لاستخدامه وتحذير الطفل من مخاطره المحتملة. قد يستخدم الطفل الهاتف أو الأجهزة اللوحية لمشاهدة مقطع مصوّر، أو استخدام الألعاب الالكترونية، وعلينا أن نواكب هذا الاستخدام، ونضع اتفاقيات مسبقة مثل: عدم مشاركة المعلومات الشخصية أو التفاعل مع الغرباء، أو دخول مواقع أو ألعاب غير متفق عليها. نخبر الطفل أننا أيضًا نلتزم بمثل هذه الارشادات.
أخيرًا من المهم أن نأخذ في الاعتبار المجتمع الذي نعيش فيه، ونتذكّر أنّه من المهم أن تكون أفكارنا قابلة للتطبيق، وسلوكياتنا مقبولة ضمنه، فالطفل يتأثر بتصرفاتنا ويقلدها، لذلك نحرص على أن تكون منسجمة مع بيئتنا ومحيطنا كي لا يحدث شرخ بين ما نعلمه للطفل وبين الواقع الذي يعيشه في خارج المنزل. هذا لا يعني أن نذوب فيما يفرضه المجتمع علينا من أفكار أو سلوكيات قد لا نتفق معها، ولكن من المهم التوصل إلى حلول وسطية.