هي تعليم الطفل عن جسمه، وكيفية الحفاظ على خصوصيّته، وكيفية التعامل مع الآخرين بطريقة آمنة وصحّية، بطريقة بسيطة ومناسبة لعمره وقدرة استيعابه.
تشمل التربية الجنسية تعليم الطفل قيمًا ومفاهيم ستؤثر لاحقًا في سلوكياته وخياراته:
- التحدّث عن الجسم وأعضائه: فهم الطفل الأعضاء المختلفة لجسمه ووظائفها الأساسية بطريقة مناسبة لعمره، يمهّد لتعليمه أنّ جسمه ملك له، وأنّ هناك حدود لا يجب أن يتخطّاها الآخرون بما يخصّ أجسامنا وخصوصيّتنا، ونعلّمه أنّ الأمر متبادل.
- الخصوصيّة: التشديد على الطفل أنّ هناك أماكن في الجسم يجب أن تكون خاصّة (مثل المناطق التناسلية)، وأنّ لا أحد يحق له لمس هذه المناطق إلّا في حالات معيّنة، مثل الفحص الطبّي، وبتصريح من الأهل وبحضورهم.
- الحق في قول "لا": تعليم الطفل أنّه يحق له قول "لا" إذا شعر بعدم الراحة مع شخص ما، سواء كان قريبًا أو غريبًا، إذا حاول لمسه أو الاقتراب منه بطريقة مزعجة، وتتخطّى الحدود التي شرحناها له، أو اقترب من مساحته الشخصية (مثل أن يجلس ملاصقًا له، أو يُجلسه في حضنه.). كما أنّ الإساءة الجنسية لا تشمل فقط اللمسات غير المريحة أو غير المقبولة، بل قد تكون عبر نظرة أو كلمة قد تشعر الطفل بالارتباك وعدم الراحة، لذلك من المهم أن نشدد على الطفل أنّه ليس باللمس وحده تكون الإساءة الجنسية.
- التحدّث عن مشاعره: تشجيع الطفل على التحدّث مع شخص بالغ موثوق به (مثل الأم أو الأب) إذا شعر بشيء غير مريح أو إذا وُضع في موقف غير مألوف، مثل أن يقبّله أو يلمسه أو يعانقه أو حتى أن يكلّمه شخص بطريقة مزعجة، أو مربكة.
- التمييز بين التصرّفات المقبولة وغير المقبولة: مساعدة الطفل على تمييز بين السلوك المقبول تجاهه من الآخرين والسلوك غير المقبول في التعامل معه جسديًا وعاطفيًا.
لماذا تعدّ التربية الجنسية ضرورية؟
التربية الجنسية للصغار تساعدهم على:
- فهم أجسامهم، وحدودهم الشخصية وحمايتها من أي انتهاك محتمل.
- التمييز بين اللمسات المقبولة واللمسات غير المقبولة.
- معرفة كيفية التصرّف إذا تعرّضوا لمواقف غير آمنة.
- تعزيز ثقتهم في أنفسهم، فعندما يفهم الطفل جسمه وحدوده، تزيد ثقته في نفسه.
باختصار، الحديث مع الطفل عن جسمه وكيفية وضع الحدود مع الآخرين، وتحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول، يساهم في تعليمه أسس الأمان الشخصي، ويعزّز قدرته على التعامل مع العالم من حوله بطريقة صحّية وآمنة.