مع بلوغ الطفل سنّ الخامسة والسادسة، يبدأ في إظهار تطوّرات كبيرة في قدراته المعرفية والاجتماعية والعاطفية. في هذه المرحلة، يواجه الطفل العديد من التحدّيات التي تتعلّق بالتحضير للمدرسة، وبناء علاقات مع أقرانه، وتنمية استقلاليّته. ولأنّ هذه الفترة من عمر الطفل هي فترة حاسمة في تشكيل شخصيّته ونموّه، من الضروري أن نساعده على تجاوز هذه التحدّيات وتحقيق تطوّر متوازن. ومن أجل ذلك، يجب أن نفهم الطبيعة الخاصّة لهذه التحدّيات وأن نوفّر له الحلول العمليّة التي تدعمه في هذه المرحلة من النموّ.
نشارككم الجزء الثاني من هذه التحديات:
أولاً: الاستقلالية الزائدة
في هذه المرحلة، يظهر الطفل رغبة قويّة في الاستقلالية. يرغب في أن يؤدّي الكثير من المهام بمفرده، مثل ارتداء ملابسه أو ترتيب أغراضه لوحده. قد يشعر بأنّه قادر على إدارة نفسه، وأحيانًا قد يصعب عليه تقبّل المساعدة من الآخرين. مما قد يسبب توتراً بيننا وبين الطّفل، وصعوبة في التعامل معه.
ثانياً: الصراع بين الطّفل والأهل
يبدأ الطفل في هذه السنّ في اكتشاف هويّته الشخصية، ويعبّر عن ذلك في تمسّكه بآرائه الخاصّة. قد تتّسم هذه المرحلة أحيانًا بصراعات مع الأهل أو المعلمين، حيث قد يرفض الطفل اتباع التعليمات أو يظهر مقاومة للأوامر. هذا السلوك ليس تمرّدًا بل هو جزء من عملية نموّه وتطوّره في اكتشاف شخصيته.
ثالثاً: العلاقة مع الأقران
يبدأ الطفل في هذه المرحلة في تكوين علاقات اجتماعية مع أقرانه في المدرسة أو في الأنشطة الخارجية. قد يعاني في بعض الأحيان من صعوبة في التفاعل مع الآخرين، مثل صعوبة في تقاسم الألعاب أو التعاون في المواقف التي تتطلّب التفاوض.
رابعاً: تحدّيات الانضباط والسيطرة على السلوك
في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في استكشاف حدود السلوك المقبول والمرفوض. قد يعبّر أحيانًا عن مشاعر الغضب أو التمرّد، ويصعب عليه الالتزام بالقوانين والروتين اليومي، سواء في المدرسة أو المنزل.