مع بلوغ الطفل سنّ الخامسة والسادسة، يبدأ في إظهار تطوّرات كبيرة في قدراته المعرفية والاجتماعية والعاطفية. في هذه المرحلة، يواجه الطفل العديد من التحدّيات التي تتعلّق بالتحضير للمدرسة، وبناء علاقات مع أقرانه، وتنمية استقلاليّته. ولأنّ هذه الفترة من عمر الطفل هي فترة حاسمة في تشكيل شخصيّته ونموّه، من الضروري أن نساعده على تجاوز هذه التحدّيات وتحقيق تطوّر متوازن. ومن أجل ذلك، يجب أن نفهم الطبيعة الخاصّة لهذه التحدّيات وأن نوفّر له الحلول العمليّة التي تدعمه في هذه المرحلة من النموّ.
أولاً: الاستقلالية الزائدة
- ما العمل؟
- نحرص على تقديم الدعم للطفل بطريقة غير مباشرة، أي من خلال إرشاده وتوجيهه من دون تدخل مباشر في كلّ خطوة يقوم بها.
- نشجّع الطفل على المحاولة بمفرده مع تقديم الدعم المعنوي، ممّا يعزز ثقته في نفسه. مثلًا، يمكننا أن نقول له: "أنا واثق أنّك تستطيع القيام بذلك، وإذا احتجت إلى مساعدة، أنا هنا".
- في حال شعرنا أنّ الطفل بدأ يفقد صبره، نكون حذرين في عدم انتقاد محاولاته الفاشلة، بل نمنحه الفرصة للتجربة أكثر من مرّة.
- نعلّم الطفل التوازن بين الاستقلالية وطلب المساعدة عند الحاجة، حتى لا يصبح معتمدًا بالكامل أو يعاني من صعوبة في طلب العون.
ثانياً: الصراع بين الشخصية والاستقلالية
- ما العمل؟
- نتعامل مع صراع الشخصية بصبر، ونتجنّب فرض الآراء بالقوّة أو العقاب الشديد، لأنها ستزيد من حدة التوتر بيننا. نعلّمه أنّ هذه الصراعات هي جزء من نموّه.
- نحرص على إجراء حوار مع الطفل، نسمع منه، ونناقشه بشكل هادئ، ونعطيه فرصة للتعبير عن أفكاره وآرائه.
- نساعده في فهم كيفية التوصّل إلى تسوية أو حلول وسط بين رأيه وقواعدنا، وهذا يعزّز من مهاراته في التفكير النقدي وحلّ المشكلات.
- نوجد توازنًا بين تقديم التوجيه للطفل ومنحه الحرّية اللازمة لاتخاذ القرارات الصغيرة. يساعد هذا التوازن الطفل على تطوير استقلاله ضمن إطار من الضوابط.
- نعلّم الطفل أنّ الحرّية تأتي مع المسؤولية، وأنّ علينا أن نحترم القوانين التي تحمينا جميعًا.
ثالثاً: العلاقة مع الأقران
- ما العمل؟
- نعلّم الطفل مهارات التعاون واحترام الآخرين، من خلال تحفيزه على تقاسم الألعاب أو العمل الجماعي مع أصدقائه.
- عندما تحدث مشكلات مع أقرانه، نساعده في تعلّم كيفية التفاوض وتقديم الحلول المناسبة. نشجّعه على حلّ الخلافات بشكل هادئ ومرن.
- نعلمه كيفية التعبير عن مشاعره بطريقة ملائمة، ممّا يعزز من قدرته على التواصل الفعّال مع الآخرين.
- نضع قواعد أساسية للتعامل مع الآخرين، مثل "الاحترام المتبادل" و"التعاون" مما يساعد الطفل على بناء علاقات إيجابية.
رابعاً: تحدّيات الانضباط والسيطرة على السلوك
- ما العمل؟
- نحدّد مع الطفل القواعد التي يجب اتباعها في المنزل والمدرسة، ونحرص على أن يفهم تمامًا ما هو مسموح وما هو غير مقبول.
- نحرص على أن نكون قدوة في تطبيق هذه القواعد، لأنّ الطفل يتعلّم الكثير من خلال مراقبتنا.
- نشجّع السلوكيات الجيّدة من خلال مكافآت مناسبة، مثل مديح الطفل أو تقديم هدية بسيطة. هذه المكافآت تحفّزه على تكرار التصرّفات الجيّدة.
- في حال بدر عنه سلوك غير مرغوب فيه، نوضح للطفل العواقب بطريقة مفهومة، دون مبالغة في ردود فعلنا .
- نتحلّى بالصبر في التعامل مع مشاعر الطفل، مثل الغضب أو الإحباط، ونستمع إلى مشاعره لتفهّم احتياجاته وتقديم الدعم اللازم.
أخيراً، قد يتطلب تخطي التحديات وقتاً وجهداً إضافيين، هذه المرحلة تحتاج صبراً منا كأهل.