مع بلوغ الطفل سنّ الخامسة والسادسة، يبدأ في إظهار تطوّرات كبيرة في قدراته المعرفية والاجتماعية والعاطفية. في هذه المرحلة، يواجه الطفل العديد من التحدّيات التي تتعلّق بالتحضير للمدرسة، وبناء علاقات مع أقرانه، وتنمية استقلاليّته. ولأنّ هذه الفترة من عمر الطفل هي فترة حاسمة في تشكيل شخصيّته ونموّه، من الضروري أن نساعده على تجاوز هذه التحدّيات وتحقيق تطوّر متوازن. ومن أجل ذلك، يجب أن نفهم الطبيعة الخاصّة لهذه التحدّيات وأن نوفّر له الحلول العمليّة التي تدعمه في هذه المرحلة من النموّ.
أوّلًا: التحدّيات الأكاديمية في المدرسة
- ما العمل؟
- يمكننا أن نرسي للطفل بيئة تعلّمية ممتعة ومشوّقة في المنزل، من خلال اللعب التعليمي أو الأنشطة التي تجمع بين التسلية والتعلّم.
- إذا واجه الطفل صعوبة في فهم مفهوم معيّن، نحرص على دعمه عاطفيًا وتشجيعه على المحاولة مجددًا. من المهم أن نُفهم الطفل بأنّنا إلى جانبه، وهذا يعزّز ثقته في نفسه.
- التواصل المستمر مع المعلّمين يساعدنا على فهم احتياجات الطفل الأكاديمية وبالتالي توفير الدعم المناسب له. وبالتالي من المفيد أن نكون جزءًا من الحلول التي تساعده على التكيّف مع البيئة المدرسية.
- نحتفل بإنجازات الطفل مهما كانت صغيرة، مثل إتمام مهمّة مدرسية أو إظهار تحسّن في قراءة كلمة جديدة. يعزّز ذلك من شعوره بالإنجاز ويحفّزه على الاستمرار.
- نعلّم الطفل أنّ التحدّيات جزء طبيعي من الحياة وأنّها فرصة لتعلّم مهارات جديدة، ويمكننا أن نشاركه قصصًا عن أشخاص واجهوا تحدّيات في حياتهم وتغلّبوا عليها.
ثانياً: بروز القلق والخوف لدى الأطفال
- ما العمل؟
- نستمع إلى الطفل بعناية عندما يعبّر عن مخاوفه، ونعبّر له عن تفهّمنا ومشاعرنا تجاه ما يشعر به.
- نساعده على مواجهة مخاوفه تدريجيًا، مثل تشجيعه على النوم في الظلام لفترات قصيرة ثمّ زيادة الوقت تدريجيًا.
- نطمئنه دائمًا بأنّه في أمان، وأنّ لا داعي للخوف.
- نرسي جوًّا مريحًا وآمنًا قبل النوم، مثل قراءة قصّة هادئة أو الاستماع إلى موسيقى مريحة.
- نحرص على وضع روتين يومي ثابت، حيث يشعر الطفل بالاستقرار والأمان في محيطه.
ثالثاً: تحدّيات تطوير مهارات التنظيم الذاتي
- ما العمل؟
- نكون قدوة في تنظيم وقتنا وأغراضنا، حتى يتعلّم الطفل أهمّية التنظيم الذاتي.
- نضع روتينًا يوميًا يساعد الطفل على تعلّم كيفية تنظيم وقته بين الأنشطة المختلفة.
- نشجّع الطفل على اتخاذ قرارات صغيرة، مثل اختيار الأنشطة أو ترتيب أغراضه.
- نعلّم الطفل كيفية التعامل مع مشاعره عندما يشعر بالإحباط، عن طريق مساعدته في التعبير عنها واختيار حلول مناسبة لها.
رابعاً: تحدّيات النوم
- ما العمل؟
- نضع روتينًا ثابتًا للنوم، يتضمّن أنشطة هادئة ومريحة تساعد الطفل على الاسترخاء.
- نحرص على أن تكون غرفة النوم هادئة ومظلمة، ممّا يساعد على تحسين جودة النوم.
- نطمئنه دائمًا بشأن مخاوفه من الظلام أو الأحلام المزعجة، وبأنّنا بجانبه لحمايته.
أخيراً، قد يتطلب تخطي التحديات وقتاً وجهداً اضافيين، هذه المرحلة تحتاج صبراً منا كأهل.