يواجه الأهل تحدّيات كبيرة في التعامل مع الطفل العنيد، إذ يقفون حائرين بين رغبتهم في تفهّمه ومساعدته، وبين خوفهم من تفاقم عناده وتحوّله إلى سلوك عدواني. ولا تقتصر هذه الحيرة على المواقف اليومية، بل تمتدّ إلى لحظات محرجة قد تتعرّض لها الأسرة أمام الآخرين، بخاصة في الأماكن العامّة.
ولكي يتمكّن الأهل من تقديم الدعم الأمثل للطفل، من الضروري أن يفهموا طبيعة "العناد" ومظاهره. في هذا المقال من "أرجوحة"، نقدم تعريفًا مبسّطًا للعناد لدى الطفل، بالإضافة إلى أبرز المظاهر التي تؤكّد لنا ما إذا كان السلوك الذي يقوم به الطفل ينمّ عن عناد أم لا:
تعريف العناد:
العناد عند الطفل هو سلوك يتّسم برفض تنفيذ التوجيهات، والتمسّك برأيه وطلباته بشكل مبالغ فيه، وقد يصل إلى حدّ التحدّي والعصيان. يُعتبر العناد جزءًا طبيعيًّا من مراحل النموّ العاطفي والذهني عند الطفل. ولكن إذا تكرّرت المواقف الرّافضة من قبله وطال أثرها السلبيّ جوانب حياته مثل المدرسة ونظامه الغذائيّ وصحّته وسلامته... من الأفضل التدخّل لمساعدته.
إليكم أبرز مظاهر السّلوك العنيد:
- الإصرار على القيام بفعلٍ غير مرغوب به، أو ممنوع: أي أنّ الطفل يعرف عدم صحّة القيام بفعل معيّن، مثل تخريب الأغراض وتكسيرها، أو تناول الكثير من الحلويات أو حتّى عدم ارتداء الزيّ المدرسيّ، ومع ذلك يصرّ على الفعل.
- التجاهل: في هذه الحالة يعرف الطفل أنّ الأهل يعارضون قيامه بفعلٍ ما، فيفضّل تجاهل كلامهم وتنفيذ ما يريد ليتجنّب الدخول في نقاشات معهم.
- التعبير المباشر عن الرفض: أحيانًا يعبّر الطفل العنيد عن عدم رغبته في تنفيذ التعليمات بشكل واضح وصريح إمّا من خلال تعابير الوجه الدالّة على التحدّي أو من خلال تكرار عبارات الرفض بجرأةٍ: لا- كلا، لا أريد- لن أذهب معكم- كفى، اتركوني...
- نوبات الغضب أو البكاء: في حال أُلزم الطفل على القيام بفعلٍ معاكسٍ لما يرغب، يعبّر عن إحباطه وانزعاجه بنوبات غضب أو بكاء، كالصّراخ، الانبطاح على الأرض، رمي الأغراض...
- استخدام التأجيل: يتأخّر الطفل في الاستجابة لطلبات الأهل التي لا يرغب في تنفيذها وهذا شكل من أشكال السلوك العنيد. مثلًا، قد ينكر معرفته بالقواعد أو قد يبرّر فعلته بأنّه نسي المطلوب منه وفي بعض المواقف يتباطأ عمدًا في التنفيذ.
تحصيل المعرفة والفهم حول المشكلة التي تواجهنا هي الخطوة الأولى على طريق الحلّ، ولكي تعرفوا المزيد عن العناد عند الطفل، يمكنكم الاطّلاع على مقالات ذات صلة على موقع "أرجوحة".