ليس عناد الطفل سلوكًا عبثيًّا بل غالبًا ما يعكس حاجات نفسيّة أو تطوّرات في النموّ الطبيعيّ، وغالبًا ما يكون له أسبابه.
في مقال سابقٍ عرضنا عليكم تعريفًا مبسّطًا عن العناد بالإضافة إلى أبرز مؤشّراته. ولكي يكتمل المشهد أمام الأهل حول سلوكيات الرفض والتحدّي التي يبديها الطفل، سنعرض في هذا المقال أبرز الأسباب التي يمكن أن تجعل الطفل عنيدًا.
فمعرفة الأسباب تسمح لنا كأهل بأن نقدّر الموقف بدقّة وبأن نقدّم المساعدة التي تناسب حالة الطفل.
إليكم أبرز أسباب عناد الطفل:
- الرغبة في الاستقلال: يمكن للطفل أن يعبّر عن رغبته في الاستقلال من خلال السلوك العنيد. وقد تترافق هذه السلوكيات مع نموّه اللغويّ واكتشاف قوّة كلمة "لا". ويعتبر الطفل أنّ الرفض المستمرّ يساعده على تمايز شخصيّته عن الآخرين وبالتالي يجعله مستقلًّا وقويًّا.
- الحالة الجسديّة: في كثير من الأحيان يتصرّف الطفل بعناد لأنّه متعب أو مرهق وأحيانًا بسبب جوعه أو مرضه، فيكون مزاجه متأثّرًا بحالته الجسديّة.
- فحص ردود الأفعال: ربّما من باب الفضول، قد يرغب الطفل في معرفة ردّة فعل المحيط إذا تصرّف بعكس ما يتوقّعون منه أو في حال واجههم بالتحدّي. من خلال اختبار ردود الفعل يعرف الطفل مدى صلابة ومرونة القواعد التي سيكسرها.
- الغيرة أو الرغبة في لفت الانتباه: في حال شعر الطفل أنّ طفلًا ينافسه على مكانته، أو شعر بالإهمال والتجاهل، يلجأ إلى سلوك يضمن من خلاله لفت انتباه الآخرين.
- التقليد والتأثّر: قد يتعلّم الطفل الكثير من سلوكيات العناد من محيطه. فقد يتأثّر بشخصيّةٍ كرتونيّة فيقلّدها من دون التفكير في عواقب تصرّفاته، وأحيانًا يقلّد سلوك طفلٍ آخر رآه يصرخ ويضرب الأرض بقدمه. كذلك قد يقلّد الكبار أو قد يكتسب سلوكيات من ألعاب الفيديو والإنترنت.
- البيئة غير المتوازنة: إذا كانت البيئة التي يعيش فيها الطفل صارمة جدًّا أو متساهلة للغاية، فإنّ نمط التربية السائد يكون غير متوازن بين الحزم واللين. وبالتالي قد يجد الطفل صعوبة في فهم التعليمات وتطبيقها فيعمد إلى فرض سيطرته على الوضع المتزعزع من خلال العناد.
الكشف عن السبب الحقيقي خلف السلوك العنيد يحتاج إلى ملاحظة دقيقة وتحليل عميق، وقد يتطلّب بعض الوقت.
وفي حال شعرتم بالحاجة إلى دعم إضافي، ننصحكم باستشارة متخصّص.
