في حال واجَهَنا الطفل بالتحدّي والعناد نحاول ألّا نسمح لمشاعر الذنب أن تستولي على تفكيرنا ولا لليأس بأن يسيطر علينا. نفهم جيّدًا صعوبة الموقف، والإحراج الذي قد نشعر به أمام الغرباء، وانشغالنا بالأحكام التي سيطلقها علينا الآخرون إن رأوا الطفل يسيء التصرّف. ولكن كل هذا القلق والتفكير، قد لا يكون حقيقًّيا، والأهمّ أنّه لا يخفّف من حدّة المشكلة.
الأوْلى هنا أن نركّز على الحلّ. لذلك، تقدّم إليكم "أرجوحة" مجموعةً من الإرشادات العمليّة التي تساعدكم في التعامل مع سلوك الطفل العنيد:
- استخدام الحوار الهادئ: في الحالات التي يرفض فيها الطفل تنفيذ ما هو مطلوب منه، من الأفضل عدم التصعيد معه ورفع الحدّية في الحوار. نعتمد الكلام الهادئ البعيد عن التحدّي ونوضّح ما هو مطلوب منه بجمل بسيطة. غالبًا ما يكون أسلوب الأمر والنّهي مستفزًّا للطفل العنيد، لذلك بدلًا من أن نقول: "قم رتّب أغراضك فورًا!" يمكن القول: "ما رأيك في أن نتعاون على الترتيب؟"
- عدم التراجع فورًا أمام العناد: بعض الأهل يستسلمون بسهولة أمام رفض الطفل ويتجنّبون حتّى التأكيد عليه للقيام ببعض الأعمال، ربّما بسبب تعبهم أو يأسهم بالقدرة على تدارك الموقف. ردّة فعل الأهل هذه تشجّع الطفل على تكرار السلوك العنيد لأنّه بنظره فعّال ويحقّق مطالبه.
- أن نتذكّر بأنّنا القدوة: يتعلّم الطفل الكثير من السلوكيات من محيطه ومنها طريقة التواصل والتعبير عن حاجاته. لذلك نحرص على أن نكون قدوة للطفل ترشده وتعلّمه. فالطفل الذي يشاهد والديه يتناقشان بإيجابية، من المرجّح أن سيستخدم الأسلوب نفسه حينما يختلف مع أحدهما.
- تعزيز السلوك الإيجابيّ: المساعدة السليمة للطفل لا تعني فقط التركيز على سلوكه السلبي. في رحلة التخلّص من السلوك العنيد نثني على خطواته ومبادراته للتحسين حتّى لو كانت صغيرة. نشجّعه ونعزّز سلوكه الإيجابي لنضمن تكرار هذا السلوك.
- التجاهل: هذا الأسلوب فعّالٌ في الحالات التي يطلب فيها الطفل بسلوكه العنيد لفت الانتباه. مع الإشارة إلى أنّ التجاهل لا يعني الإهمال، بل يعني اعتماد الأهل استجابة أخفّ واهتمامٍ أقلّ بسلوكه. يُستخدم التجاهل دائمًا بشكل مؤقّت وبعدها نثني على سلوك الطفل الإيجابي. مثلًا، نتجاهل صراخه لفترة ونذكّره بأنّنا لا نفهم عليه إن كلّمنا بهذه الطّريقة، وحينما يغيّر نبرة صوته نبتسم ونشكره على تواصله السّليم.
المساعدة التي نقدّمها للطفل في صغره ترافقه مدى الحياة.