بعد انتقال الأسرة إلى مركز نزوح، يصبح تأمين الحماية للطفل أمرًا أساسيًّا بسبب طبيعة البيئة التي انتقلت الأسرة إليها (محيط جديد، أشخاص جدد وغرباء). عرضنا في الجزء الأوّل من هذا المقال مجموعةً من الإرشادات والنصائح العمليّة التي تساعد الأهل لتأمين الحماية للطفل من الإساءة الجنسيّة.
تأمين الحماية للطفل يعني أن نسعى لنجنيبه الأذى، والصحيح هو أن نتّبع الإجراءات بشكل مسبق وليس بعد أن يتعرّض الطفل للأذى مع الالتفات لعدم المبالغة إلى حد يُزعج الطفل أو يحدّ من نموّه السليم.
وفي هذا المقال تقدّم إليكم "أرجوحة" المزيد من النصائح المساعِدة:
- ملاحظة أي تغيرّات على سلوكيات الطّفل: من المهم أن ننتبه الى أي تغيّر طارىء على سلوك الطّفل، مثل: نوبات الغضب، البكاء، الانطواء، فقدان النشاط، قضم الأظافر، أو التبول اللاارادي… هذه التغيّرات وغيرها، قد تدلّ على تعرّض الطفل للاساءة الجنسيّة، قد لا تكون الدليل الحاسم ولكنها إشارة مهمة على حدوث طارئ في حياة الطفل، ومن المهم أخذها بعين الاعتبار.
- الانتباه من مشاعر الذنب: في حال لجأ إلينا الطفل ليخبرنا عن موقف أزعجه، نستمع إليه باهتمام ونركّز على التفتيش عن الحلّ المناسب بدلًا من إلقاء اللوم عليه والتعامل معه على أنّه مذنب.
- اللجوء إلى المعنيّين: يكون عادةً في مراكز النّزوح أشخاص معنيّون للتنظيم وتوزيع الحصص الغذائية، يمكن اللجوء إليهم لطلب المساعدة في حال لاحظنا أنّ شخصًا في المركز يسيء معاملة الطفل وهم بدورهم يتخذون الإجراء المناسب.
- متابعة صداقات الطفل وعلاقاته: من الأفضل أن نعرف مع من يلعب الطفل، وإلى غرفة من يذهب، ومع من يتحدّث. متابعة هذه التفاصيل وبخاصّة في مركز النزوح مهمّة جدًّا لحماية الطفل من الأشخاص السيّئين.
- تواصل الطفل مع الكبار: نتنبّه إلى طبيعة العلاقة والتصرّفات بين الطفل والأشخاص الذين يكبرونه سنًّا وذلك لأنّ الإساءة الجنسيّة غالبًا ما تأتي من أشخاصٍ أكبر سنًّا من الطفل وأحيانًا يكون هؤلاء المسيئين من الأقارب.
- اشغال الطّفل بما هو مفيد: من المهم أن ينشغل الطفل بما يعود عليه بالفائدة، مع متابعتنا لكل نشاطاته والتأكد من أنها لا تحتمل الخطر الجسدي أو المعنوي، أو الاختلاط مع أطفال اخرين أو كبار تبدر منهم سلوكيات غير مريحة.
- احتضان الطفل: دائمًا نقف في صفّ الطفل، ندعمه ونسانده ونؤكّد له أننا سنحاول قدر الإمكان حمايته، وعدم تكرار الحادثة معه، ونذكّره أنّنا دومًا بجانبه في كلّ الظروف والمواقف.
- ليس كل الكبار أشراراً: من المهم ألّا تنطبع صورة سلبية عن العالم والكبار لدى الطفل، ليس كل الكبار سيئون وسيقومون بالاساءة لنا، واخذ الاحتياطات لا يعني أن نشك بجميع الكبار، مثل (وضع الحدود، اخبار الأهل عن أماكن تواجدنا، ومع من نكون، عدم مرافقة الغرباء…) أخذ الحيط واجب، ولكن لا يعني أن يصبح هذا الموضوع مركز تفكيرنا والطفل، وأن نشمل جميع الكبار بهذا الاحتمال.
ننصحكم بمراجعة المقالات المنشورة سابقًا حول موضوع الإساءة الجنسيّة. كما من المهمّ أن ننصحكم بمراجعة مقالٍ منشورٍ سابقًا بعنوان: روتين الطفل خلال فترة النزوح.
تتمنّى "أرجوحة" لجميع النازحين عودةً آمنة.