موضوع التّوعية الجنسيّة يبدو شائكًا وصعبًا للوهلة الأولى، وقد يرى بعضهم أنّ مناقشة هكذا موضوعاتٍ مع الطّفل يتعارض مع عمره أو قدراته أو قد يسبّب له انزعاجًا. وفي الوقت نفسه لا يُمكن إنكار أهمّيّة هذا الموضوع ودَوْره في حماية الطّفل من أخطارٍ كثيرةٍ كالإساءة أوِ الاستغلال الجنسيّ...
تقدّم "أرجوحة" مجموعةً من النّصائح العمليّة الّتي تسهّل علينا كأهلٍ هذه المناقشات مع الطّفل:
- هذه الموضوعات والمناقشات تعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على أسلوب الأهل: بداية الحديث، كيفيّة اختيار الكلمات، الوقت المناسب…
- هذه المناقشات تأخذ الطّابع الوِقائيّ، ومن الأفضل أن نقومَ بها في وقتٍ مبكرٍ وسيكون ذلك أفضل من أن نناقشَ هذا الموضوع بعد حدوث مشكلةٍ.
- يُستَحسَن أن يُجري هذه النّقاشات أشخاصٌ مقرَّبون من الطّفل كالأهل. ولا بأس بطلب المساعدة من أحد المربّين أو من الاختصاصيّ النّفسيّ، في حال شعرنا بصعوبة إيصال المعلومة.
- من الممكن أن يتمَّ التّمهيد لهذا الموضوع وتقسيمه لأقسامٍ عدّةٍ. ويُمكننا أن نبدأَ بالفرق بين الأشخاص الغرباء والمقرَّبين كموضوعٍ أوّلٍ، وبعدها نشرح للطّفل عن خصوصيّة الجسد وكيفيّة الاعتناء به.
- نشرح للطّفل عن اللّمسات السّيّئة (المزعجة، غير المريحة الّتي تحدُث رغمًا عنّا) واللّمسات الجيّدة (اللّمسات اللّطيفة والمريحة والمحبَّبة من أشخاصٍ يُحبّهم ويرتاح لهم).
- بعدها، يُمكن تنبيه الطّفل أنّ بعضهم قد يستغلّونه ويؤذونه. لذلك، من المهمّ إطلاعنا على أيّ تصرُّفٍ أو شخصٍ (قريبٍ أو بعيدٍ) قد أزعجنا.
- من الممكن أن نستفيدَ من القصص الّتي تتناول الموضوع نفسه للتّوعية. فالقصّة أسلوبٌ محبَّبٌ يساعد على التّمهيد لطرح هذا الموضوع ومناقشته مع الطّفل. كذلك الحال بالنّسبة إلى مقاطع الفيديو أوِ "الإنفوغراف".
- من أفضل الوسائل للوقاية وحماية الطّفل من الإساءة هي تدريبه على التّعبير عن كلّ ما يُمكن أن يزعجَه، بحيث تكون العلاقة بين الطّفل والأهل آمنةً ومشجِّعةً وتحتوي حواراتِ الطّفل كلّها.
- بالإضافة الى الدَّوْر المهمّ الّذي يلعبه الأهل في التّوعية والحماية، تلعب المدرسة دَوْرًا مهمًّا أيضًا من خلال وَضْع برامج التّوجيه والتّوعية من جهةٍ وتأمين بيئةٍ مدرسيّةٍ آمنةٍ وسليمةٍ للأطفال من جهةٍ أُخرى.
فِعْل الاستغلال والإساءة الجنسيّة غير مقتصِرٍ على الجانب الجسديّ، قد يقوم أحد البالغين بالإيحاء الجنسيّ عن طريق الكلام، كما ويُمكن أن يحصلَ ذلك من خلال الهاتف والصُّوَر.
لذلك، فإنّ توعية الطّفل من مخاطر الهاتف والإنترنت المحتمَلة هما جزءٌ من التّربية الجنسيّة.