كأهلٍ نرغب دائمًا بأن نقدِّمَ الأفضل إلى طفلنا، ونسعى باستمرارٍ إلى تأمين مستلزماته، وتزويده بالمهارات والمعارف الّتي قد يحتاج إليها في حياته. قد يُظهِر بعضٌ منّا حرصًا وحمايةً زائدَيْن على الطّفل، خوفًا منّا من أيّ خطرٍ محتمَلٍ. أحيانًا فكرة الأفضل للطّفل والحماية المطلَقة، وهي أمرٌ مستحيلٌ، قد يشكِّلان عاملا ضغٍط علينا، ويؤثّران بشكلٍ سلبيٍّ في أفكارنا وتصرّفاتنا. ويزداد هذا الضّغط إذا راودتنا أفكار التّقصير وأفكار الشّكّ بكفاءتنا كأهلٍ لتحمُّل مسؤوليّة التّربية.
هنا، يُمكننا الحديث عن مشاعر الذّنب الّتي يُمكن أن تظهَرَ بوضوحٍ من خلال الجُمَل الّتي نوجّهها لأنفسنا، ونذكر منها:
«أشعر بالذّنب لأنّني أمضيتُ وقتًا ممتعًا من دون أطفالي».
«أشعر بالذّنب لأنّني اخترتُ الخروج وحدي مع أصدقائي».
«أشعر بالذّنب لأنّني صرختُ في وجه طفلي ولم أسيطر على ردّة فعلي».
وغيرها منَ العبارات الّتي يردّدها الأهل عن أنفسهم…
للتّغلّب على هذا الشّعور أوِ التّخفيف من حدّته يُمكننا أن:
- نتقبّلَ هذا الشّعور ونسمحَ لأنفسنا أن نشعُرَ به، ولكن من دون أن يسيطرَ علينا. تقبُّل مشاعرنا هي خطوةٌ أساسيّةٌ للتّعامل مع المشاعر كلّها وليس فقط شعور الذّنب.
- نتقبّلَ طبيعتنا كبشرٍ، فجميعنا معرَّضون للخطأ. منَ الطّبيعيّ أن نكونَ مُجهَدين ومتعَبين في بعض الأحيان.
- نقدّرَ جهودنا ونتذكّرَ أنّنا نقوم بعملٍ رائعٍ كأهلٍ ونقدّم أفضل ما لدينا.
- نحدِّدَ الأولويّات، نكون واقعيّين بشأنٍ ما يُمكننا تحقيقه وما لا يُمكننا تحقيقه.
- نستمع لأنفسنا ونُعطي أنفسنا الوقت الكافي لأخْذ استراحةٍ، وقد يكون ذلك من خلال القيام بأنشطةٍ نُحبّها أوِ الخروج مع الأصدقاء.
- نتواصلَ مع الشّريك بطريقةٍ فعّالةٍ، وذلك لتحديد الأدوار والتّعاون على تجاوُز العقبات.
منَ المتوقَّع ألّا تسير الأمور كما نرغب دائمًا، ومنَ المتوقّع أيضًا أن تراودَنا الكثير منَ المشاعر في خلال عمليّة التّربية، وكلّ ما علينا فعله هو معرفة طرائق التّعامل مع هذه المشاعر ومع العقبات حتّى لا ينعكس ذلك بشكلٍ سلبيٍّ في أدائنا مع الطّفل.
وفي النّهاية، نؤكّد أنّ الاهتمام في صحّة الأهل النّفسيّة أساسيٌّ وضروريٌّ لنجاح عمليّة التّربية.