Instagram Facebook YouTube

لماذا قد نشعر بالذّنب كأهل؟

التّربية ليست عمليّةً حسابيّةً بسيطةً يُمكن أن نتوقّعَ نتيجتها عند بَدء المحاوَلة بحلّها، إنّما هي عمليّةٌ أكثر تعقيدًا من ذلك. في خلال رحلة التّربية يُمكن أن يواجهَ الأهل العديد منَ العقبات والصّعوبات الممتزجة بالتّجارب الإيجابيّة. يُمكن أن يشعُرَ الأهل أيضًا بمشاعرَ مختلفةٍ، أحيانًا يشعرون بالسّعادة، وأحيانًا بالضّغط أوِ الغضب أوِ القلق... كلّها مشاعر طبيعيّة قد يواجهها الأهل، ولكن هل شعرتُمْ يومًا بالذّنب؟ هو أحد المشاعر الشّائعة أيضًا، ويُمكن أن يؤثّرَ في العمليّة التّربويّة.

 

ما هي العوامل الّتي قد تسبّب لدينا كأهلٍ مشاعر الذّنب؟

 

  • المقارَنة: يُمكن أن نشبّهَها بالدّوّامة الّتي لا تكفّ عن سحبنا لِما هو أسوأ، لأنّ المقارَنة يعني إهمال جوانب القوّة الموجودة فينا كأفرادٍ، وكأُسرةٍ ككلّ أُسرتنا على حساب محاوَلة تقليد أفراد أو أُسَرٍ أُخرى. منَ المهمّ أن نقدّرَ الاختلافاتِ في أُسرتنا والعمل على تطوير نقاط القوّة ومعالَجة جوانب الضّعف فيها. ونتذكّر دائمًا أنّ تطوير مهاراتنا أو تحسين بعض تصرّفاتنا لا يعني أن نتشبّهَ بأحدٍ.
  • التّوقّعات غير الواقعيّة: منَ الطّبيعيّ أن يحدِّدَ كلّ أمٍّ وأبٍ مجموعة أهدافٍ ليتمَّ العمل عليها، وبعدها يتمّ وَضْع خطّةٍ مناسِبةٍ لتحقيق هذه الأهداف. وأفضل ما يلزم أخْذَه بعين الاعتبار عند وَضْع الأهداف هو اختيار هدفٍ قابلٍ للتّحقيق حتّى نتجنّبَ الإحباط. لأنّنا إذا حمّلنا أنفسنا أكثر من طاقتنا بكثيرٍ، لن يكونَ ذلك بمثابة تحدٍّ لنا إنّما سيتحوّل إلى تجربةٍ ضاغطةٍ تسبّب الشّعور بالذّنب والإحساس بالفشل.
  • الوقوع بالخطأ فعلًا: جميعنا يعرف أنّنا كأهلٍ نخطئ، وقد لا نعرف الطّرائق المثاليّة للتّصرّف في المواقف كلّها. لذلك، أفضل ما يُمكن العمل به عند القيام بفعلٍ خاطئٍ تُجاه الطّفل، هو المبادَرة لتصحيح الموقف وليس الغرق في مشاعر الذّنب وتأنيب الضّمير. وهذا لا يمنع أن نقومَ بتقويم أدائنا بعد كلّ فعلٍ بهدف تطوير مهاراتنا في التّربية.
  • رَبْط أيّ مشكلةٍ قد يواجهها الطّفل بنا: يُمكن لأيّ أُسرةٍ أن تواجِهَ تحدّياتٍ جدّيّةً يطال أثرها الوضع النّفسيّ للطّفل وعلاقاته بالآخرين وربّما سلوكه. وفي هذه الحال، قد نلوم أنفسنا على الوضع المادّيّ السّيّء، الظّروف الأمنيّة، شريك مؤذٍ، أو حتّى الكوارث الطّبيعيّة. الأهل لا يملكون قوى خارقةً، لا يُمكنهم دَفْع المخاطر كلّها عنِ الطّفل والأكثر أهمّيّةً الظّروف الخارجيّة لا بدّ لنا بها، ما يخصّ دَوْرنا هو المحاوَلة دائمًا وباستمرارٍ!

 

   يُمكن للشّعور بالذّنب أن ينعكسَ على سلوك الأهل في تعامُلهم مع الطّفل. لذلك، فإنّ تعلُّم الأهل مهاراتٍ لتحديد المشاعر السّلبيّة والتّعامل معها بالطّرائق السّليمة سيؤثّر بشكلٍ إيجابيٍّ في عمليّة التّربية.

 

تشجّع «أرجوحة» الأهل على الاهتمام بصحّتهم النّفسيّة لأنّ الطّفل ليس في حاجة إلى أهلٍ خارقين، إنّما إلى أهلٍ سعداء ومُحبّين.

 

الكاتب
محمد ناصرالدين

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم