Instagram Facebook YouTube

كيف نتحرّر كأمّهاتٍ منَ الشّعور بالذّنب؟

 الأمّهات، بتفانيهنّ في تلبية احتياجات أُسرهنّ وتضحياتهنّ الدّائمة، قد يتجاهلْنَ غالبًا احتياجاتِهنّ الشّخصيّة. تؤدّي هذه التّضحيات إلى زيادة الشّعور بالذّنب وانخفاض الشّعور بالرّضا عنِ الذّات. مع هذا الواقع المعقّد، يُطرَح السّؤال: كيف يُمكن للأمّهات تحقيق التّوازن بين احتياجاتهنّ الشّخصيّة ومسؤوليّاتهنّ الأُسريّة من دون الشّعور بالذّنب وجلد الذّات؟

  1. مصادر الشّعور بالذّنب:

ـ الضّغوط الاجتماعيّة والتّوقّعات: يفرض المجتمع على النّساء أن يكنَّ أمّهاتٍ مثاليّاتٍ في تربية أطفالهنّ، وتلبية احتياجات الأُسرة، الاعتناء بالمنزل والعمل أيضًا. ما يُشعرهنّ بالعجز والذّنب عند عدم تحقيق هذه التّوقّعات كلّها بشكلٍ مثاليٍّ.

ـ النّمط الثّقافيّ والتّربويّ: تربط بعض المجتمعات «الهُويّة النّسائيّة» بوجوب حضور الأمّ وتفانيها في رعاية الأطفال والمنزل. وهذا النّمط الثّقافيّ والتّربويّ يعزّز شعور الأمّهات بالذّنب عندما يعجزْنَ من تحقيق هذه التّوقّعات بشكلٍ كاملٍ.

ـ وسائل التّواصل الاجتماعيّ: تضع هذه الوسائل العديد منَ المعايير المبالَغ فيها الّتي يجب على الأمّهات الامتثال لها للشّعور بالرّضا الذّاتيّ، فيشعرْنَ بالذّنب عندما لا يستطعْنَ الوفاء بهذه المعايير اللّاواقعيّة.

  1.  تطوير الثّقة بالنّفس والتّحرّر منَ الشّعور بالنّقص:

ـ تغيير نمط التّفكير: التّفكير السّلبيّ يزيد من شعور الذّنب، ويحتاج إلى التّعامل معه بوعيٍ داخليٍّ وقدرةٍ على إعادة صياغة الأفكار بشكلٍ إيجابيٍّ، مع التّذكير بأنّ الفشل جزءٌ منَ النّجاح. يُنصَح بتدوين الإنجازات الصّغيرة يوميًّا لتعزيز الشّعور بالرّضا عنِ الذّات.

ـ تحديد وتحقيق الأهداف الشّخصيّة:  يُمكن تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهدافٍ صغيرةٍ يُمكن تحقيقها على مدى فتراتٍ قصيرةٍ. منَ المهمّ مراجعة هذه الأهداف بانتظامٍ وتعديلها بحسب الحاجة إلى ضمان استمرار النّموّ الشّخصيّ.

ـ العناية بالصّحّة النّفسيّة والجسديّة: النّشاط البدنيّ، التّغذية المتوازنة والنّوم الكافي يعزّزون الصّحّة الجسديّة والنّفسيّة، بينها ممارسة هواياتٍ للاسترخاء. منَ المهمّ طلب المساعدة في حالات الضّغط الشّديد أوِ الشّعور بالاكتئاب. (مراجعة مقالة العناية الذّاتيّة)

ـ تحديد الأولويّات وإدارة الوقت: يُمكن استخدام تقنيّاتٍ مثل قائمة المَهامّ وجدولة الأنشطة اليوميّة لضمان تخصيص وقتٍ كافٍ لكلّ جانبٍ من جوانب الحياة وضمان الشّعور بالرّضا والإنجاز في كلّ ما نقوم به.

ـ تقبُّل عدم الكمال: الكمال غير ممكنٍ، فالجميع يرتكب الأخطاء. تقبُّل النّقص الشّخصيّ والاعتراف بأنّ الأمومة هي رحلةٌ مستمرّةٌ منَ التّعلّم والتّطوّر يُمكن أن يخفّفَ من مشاعر الذّنب. يُمكن أن يكونَ التّفكير في الأخطاء كفرصةٍ للتّعلّم والنّموّ بدلًا من أسبابٍ للنّدم.

 

لا تتعارض الأمومة مع تلبية الحاجات الشّخصيّة. بتوازن الرّعاية الذّاتيّة والرّعاية الأُسريّة، يُمكن أن تزدهرَ الأمّهات وتكون قويّةً وصحّيّةً نفسيًّا،  ما يعود بالفائدة على الجميع. فبالنّهاية، يحتاج الطّفل إلى أمٍّ سعيدةٍ! 

الكاتب
.مايا عزّ الدين اخصائية في التربية الايجابية

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم