Instagram Facebook YouTube

ماذا فعلتَ اليوم في المدرسة؟ /  سؤالٌ يكرهه طفلي

مع بداية العام الدّراسيّ الجديد، يحرص معظمنا كآباء على سعادة الطّفل وراحته في المدرسة، وبخاصّةٍ عندما يكون في المراحل الدّراسيّة الأولى. لذا، قد نُكثِر من طَرْح الأسئلة عليه، مثل: "كيف كان يومكَ؟"، "ماذا تعلّمتَ اليوم؟"، "مع مَنْ لعبتَ؟"، "هل أكلتَ جيّدًا؟"... بعض الأطفال يتجاوبون مع تلك الأسئلة بفرحٍ وحماسٍ، وبعضهم الآخر قد يتجنّب الجواب لأسبابٍ عدّةٍ، منها:

ـ عدم قدرة الطّفل على استخدام اللّغة المحكيّة بشكلٍ متقَنٍ بخاصّةٍ في مرحلة الرّوضة الأولى: قد يتأخّر بعض الأطفال في تطوير قدراتهم على الكلام، أو قد يقتصر استخدامهم لها على التّعبير عن احتياجاتهم الأساسيّة مثل الأكل والشرب؛ وبذلك يصعَب عليهم إخبارنا القصص والتّعبير عن المشاعر.

 

ـ الشّعور بالخجل: قد يشعُر بعض الأطفال بشعور الإحباط بخاصّةٍ ما إذا كانوا في بيئةٍ لا تمنحهم الفرصة للتّعبير عن أنفسهم ورغباتهم واختيار قراراتٍ بسيطةٍ، متعلّقةٍ باهتماماتهم، أكلهم، لباسهم... لذا، كثرة التّحكّم في حياة الطّفل قد تجعله يتفادى أو حتّى لا يتجاوب مع أسئلتنا. 

 

ـ اختلاط المشاعر والشّعور بالتّعب: هذا الموقف ينطبق علينا ككبارٍ أيضًا، بحيث إنّ بعضنا يفضّلون عدم الكلام والرّاحة بعد يومٍ طويلٍ خارج المنزل؛ كذلك بعض الأطفال. فإنّ كثرة مشاعرهم واختلاطها مع بعضها بعضًا بعد نهارٍ طويلٍ، قد تُعيق قدرتهم على التّحدّث والتّعبير. 

لذا، فإن كان الطّفل لا يستجيب عند طَرْح هذا السّؤال، يُستَحسَن التّوقّف عن طرحه واستخدام توكيداتٍ مختلفةٍ، مثل: "أتمنّى أنّكَ أمضيتَ يومًا جيّدًا"، "أرِني ماذا جلبتَ معكَ في الحقيبة"، "يبدو أنّكَ استمتعتَ في يومكَ"، "يبدو أنّكَ متعبٌ بعد نهارٍ طويلٍ في المدرسة"...

يُمكننا بعد نهارٍ طويلٍ وحافلٍ، أن نختارَ وقتًا أنسبَ للتّحدّث مع الطّفل في الفراش مثلًا،  أيْ ما قبل النّوم مباشرةً. 

في حال لم يكُنِ الطّفل قادرًا على الكلام بعد أو يواجه صعوبةً في ذلك، يُمكننا تشجيعه عبر التّعبير بطرائقَ أُخرى كالرّسم أوِ التّمثيل وغيرها من الوسائل... بشرط أن نساعدَه باستمرارٍ على تحسين استخدامه للّغة في التّعبير عن نفسه.

 

الكاتب
.ريتا حلو أخصائيّة لغة ونطق

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم