بعد عمر الـ6 سنواتٍ تقريبًا نلاحظ أنّ الطّفل بدأ يُظهِر اهتمامًا وفهمًا للعلاقات الاجتماعيّة أكثر من قبلٍ، وتبدأ رحلته في تشكيل صداقاتٍ جديدةٍ من خارج دائرة علاقات الأُسرة الضّيّقة. ومن الطّبيعيّ أن تبدو بعض المواقف الاجتماعيّة غريبةً أو بمثابة تحدٍّ للطّفل.
تقدّم إليكم «أرجوحة» مجموعةً من النّصائح العمليّة الّتي تساعدكم في إرشاد الطّفل لتكوين صداقاتٍ:
- الثّقة بالنّفس وتقدير الذّات: في كلّ علاقة صداقةٍ طرفان أو أكثر، الطّفل والطّفل الآخر. لذا، من المهمّ عندما يقدّم الطّفل نفسه إلى الآخرين أن تكونَ نظرته إلى نفسه إيجابيّةً. فالثّقة بالنّفس، تقدير الذّات والإحساس بالقيمة تضمن أن يكونَ الطّفل طرفًا مكمِّلًا في العلاقة ومتجاوبًا وليس متلقّيًا فقط. وهذا شرط اساسي في العلاقات الصحيّة.
- تزويد الطّفل بالمعلومات المفيدة عن الصّداقة: من المهمّ أن يعرفَ الطّفل أهمّيّة الصّداقة ومدى تأثيرها علينا. «لا يُمكننا أن نجبرَ النّاس كي يكونوا أصدقاءنا، وكذلك الحال بالنّسبة إليهم». «الصّديق يؤنسنا، ولكنّه ليس سبب سعادتنا كلّها». «من المحتمَل أن يتشاجرَ أيّ صديقَيْن، ولكن بالتّفاهم يُمكن أن نحلَّ الموضوع»... وكي لا نسردَ المواقف المحتمَلة كلّها، يُمكننا أن نستمعَ إلى أفكاره عن الصّداقة وتجاربه الخاصّة ونعلّق عليها بطريقةٍ مناسِبةٍ إذا لَزِم.
- التّعرّف إلى المشاعر: من الصّعب تخيُّل أيّ علاقةٍ خاليةٍ من المشاعر والانفعالات، وقد يكون تعرُّف الطّفل إلى مشاعره تُجاه شخصٍ ما ومشاعر الآخرين تُجاهه هو التّحدّي الأكبر. لذلك، من الجيّد أن نساعدَ الطّفل في التّعبير عن مشاعره والتّعرّف إليها وتسميتها.
- تعليم الطّفل السّلوكيّاتِ اللّطيفة: هذه التّصرّفات تضمن استمرار العلاقة في الاتّجاه الصّحيح. نعلّم الطّفل إلقاء التّحيّة عند الدّخول إلى الصّفّ مثلًا، ونعلّمه قَوْل: «شكرًا» و«من فضلك» إذا طلب خدمةً من أحدٍ. بالإضافة إلى قِيَم التّعاون والمشارَكة الّتي من شأنها أن تحبّبَ النّاس به.
- مساعَدة الأهل: في أثناء تعرُّف الطّفل إلى أصدقاء جددٍ، لا بأس بتدخُّلٍ بسيطٍ من قِبَل الأهل مثل: «ما رأيكَ إذا دعيتَ سامي إلى منزلنا لقضاء بعض الوقت؟ سأصنع لكما حلويّاتٍ لذيذةً».
على الرّغم من أهمّيّة دَوْر الأهل في مساعَدة الطّفل وإرشاده في العلاقات، لكن علينا احترام رأي الطّفل وحرّيّته في اختيار الصّديق.