إنّنا جميعًا، كمقدِّمي رعايةٍ، نرغب بأن نُربّي أطفالًا كُرَماءَ مع أقرانهم.
وعندما يعبِّر أحد الصّغار عن عدم رغبته في مشاركة أغراضه،
نفكّر أنّه علينا توجيهه خوفًا من أن يصيرَ بخيلًا لدى بلوغه سنّ الرُّشْد.
وربّما بيننا مَنْ يتدخَّل إذا ما تعارك/ت صبيّ/بنت مع آخر/ أُخرى على أحقّيّة الدّور، فيحسم الأمر من وجهة نظره هو، مثل كبير.
لكن كلّ لحظةٍ، إذ يترتَّب على أفعالنا الّتي من هذا النّوع النّتائج غير السّليمة التّالية:
- تكريس المنافسة بين الأطفال.
- عَرْقَلة التّواصل في ما بينهم، كذلك قدرتهم على إيجاد الحلول بأنفسهم.
- نَقْل رسالةٍ غير مباشرةٍ إلى الطّفل بأنّه لا بأس إذا تنازل عمّا هو له للآخر، بهدف الحصول على رضانا، نحن الكبار.
- وأيضًا نَقْل رسالةٍ أنّ مشاعره غير مُهمّةٍ بالنّسبة إلينا.
هذا في حين أنّ الأهداف الحقيقيّة من تعليم الطّفل المشاركة تبقى التّالية:
- أن نطوِّرَ قدرته على الانتظار.
- أن نوسِّعَ مهاراتِه في التّواصل، وبخاصّةٍ التّفاوض.
- أن ننمّي قدرته على التّعبير عن احتياجاته والدّفاع عنها.
- أن نعزِّزَ لديه الشّعور بالتّعاطف مع أقرانه والشّعور بالسّعادة عبر إسعادهم، برضى خاطرٍ.
ونحقِّق الأهداف المذكورة عندما نتّبع الخطوات التّالية:
مثل: انتظار الحصول على لعبةٍ وعدم إمساك الطّفل بها قبل وصول دوره.
1- نحدِّد بعض القوانين مسبقًا وبوضوحٍ، وقد تساعدنا هذه الأسئلة من أجل ذلك:
- "هل الألعاب كلّها ستُشارَك؟".
- "هل الألعاب كلّها الموجودة في الصّالة حيث يتواجَد الأطفال حقٌّ لمَنْ يريد اللّعب بها؟".
- "هل بينها ألعابٌ خاصّةٌ، لا يُمكن مشاركتُها من دون طلب إذن صاحبها؟".
2- نترك للطّفل الأوّل الحرّيّة بأن يشارِكَ اللّعبة عندما يُصبح مستعدًّا للأمر، فيحدِّد متى ينتهي دوره.
3- نشجِّع الطّفل الثّاني أن يعبِّرَ عن رغبته في الحصول على اللّعبة، بعدما ينتهي منها الطّفل الأوّل.
4- كما نشجِّعه أن يشكُرَ الأخير عند استلام اللّعبة.
5- ثمّ نشجِّعه أن يعبِّرَ عن رغبته في إعادة اللّعبة، بعدما ينتهي منها بدوره.
6- وعلى أن يعبِّرَ عن مشاعره عند تمرير اللّعبة.
7- نُلفِت هنا أنّ لا بأس إذا اعترض الطّفل المنتظِر أو تذمَّر، حيث يُمكننا في هذه الحال:
أ- أن نساعدَه حتّى يقرَّ بمشاعره.
ب- أن نوجِّهَه إلى نشاطٍ آخر، ريثما ينتهي الطّفل الأوّل من دوره.
إنّ تعلُّم الأطفال التّحكُّم في السّلوك والتّعبير عن المشاعر القويّة بشكلٍ مناسبٍ من أصعب المهارات.
كما يُعَدّ ضبط الانفعالات جزءًا حيويًّا في عمليّة التّواصل عمومًا،ويُدعَّم من خلال الممارسة.
لذا، كلّما أُتيحَت الفرص لتدريب الأطفال، كان ذلك أفضل.