تُعَدّ فترة نموّ الطّفل المبكرة من أكثر المراحل أهمّيّةً الّتي يمرّ بها، حيث يبني فيها أُسُس صحّته وتطوّره المستقبليّ. واحدةٌ من أبرز العوامل الّتي تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ في نموّه هي التّغذية. عندما نتحدّث عن التّغذية المتجاوبة، فإنّنا نُشير إلى أكثر من مجرّد طعامٍ.
في هذا المقال، تناقش "أرجوحة" الأسباب لاعتماد التّغذية المتجاوبة.
ماذا نعني بالتّغذية المتجاوبة؟
- هي مراقَبة إشارات الطّفل وتعابيره الفرديّة المتعلّقة بالجوع كما الشّبع، والاستجابة لها بعنايةٍ في أثناء الرّضاعة الطّبيعيّة وتقديم الأطعمة الصّلبة.
- عندما يلاحظ الطّفل أنّنا نستجيب لاحتياجاته الغذائيّة بعنايةٍ واهتمامٍ، يشعُر بالرّاحة والأمان، ما يُسهِم في بناء الثّقة بأنّنا موجودون دومًا لدعمه ولتلبية حاجاته.
- إنّ الشّعور بالحبّ والثّقة يُسهِم في استقراره النّفسيّ ويجعله أكثر قدرةً على التّعامل مع التّحدّيات العاطفيّة.
- يتعلّم الطّفل أيضًا كيفيّة التّعبير عن احتياجاته بشكلٍ صحيحٍ ويشعُر بالاستجابة الإيجابيّة من قِبَلنا، يتعلّم أيضًا كيفيّة التّعامل مع مشاعره ومشاعر الآخرين بفعاليّةٍ. إنّ ذلك يساعده على بناء علاقاتٍ صحّيّةٍ وناجحةٍ في المستقبل.
- من خلال اتّباع هذا النّمط من التّغذية، يكون وقت الطّعام مرحًا وممتعًا للطّفل. نعزّز بذلك نموّ الطّفل ونقوّي مهاراتِ التّواصل والتّعاون لديه. عندما يشعُر الطّفل أنّه يتمّ فَهْمه واحترامه، يُصبح أكثر استعدادًا للتّفاعل مع الآخرين بشكلٍ إيجابيٍّ وبنّاءٍ.
- إضافةً إلى ذلك، نُتيح المجال للطّفل لاستكشاف الطّعام والتّفاعل معنا، ما يحفّز نموّ دماغه والإشارات العصبيّة ويدعم نموّه الجسديّ، كما يزيد الاستفادة من المغذّيات الموجودة في الطّعام.
- من خلال الاستجابة، نعلّم الطّفل فَهْم إشارات جسده واحترامها من جوعٍ وشبعٍ، ما يبني أساسًا لعلاقةٍ سليمةٍ مع الأكل في مراحلَ لاحقةٍ من حياته.
يعتقد الكثيرون أنّ التّغذية مجرّد عمليّةٍ فيزيائيّةٍ، ولكنّها في الواقع تلعب دَوْرًا حاسمًا في تشكيل الطّفل على الصّعيدَيْن النَفسيّ والعاطفيّ. فَهْم احتياجات الطّفل هو الخطوة الأساسيّة لتطبيق التّغذية المتجاوبة بنجاحٍ.
تتمنّى "أرجوحة" أن يساعدَنا هذا المقال على اعتماد التّغذية المتجاوبة.
