عندما نفكّر في غذاء الطّفل، غالبًا ما نركّز على المكوّنات الغذائيّة والصّحّيّة، وننسى عنصرًا بالأهمّيّة نفسها وهو طريقة تقديم الطّعام. لا نعني بذلك شكل الصّحن أوِ الأكل، بلِ التّفاعل مع الطّفل بحسب احتياجاته.
لذا، حضّرت لنا "أرجوحة" هذا المقال لتعرّفَنا إلى مفهوم التّغذية المتجاوبة وأهمّيّتها.
تعريف التّغذية المتجاوبة:
التّغذية المتجاوبة هي منهجيّة تغذيةٍ تهدف إلى تلبية احتياجات الطّفل بناءً على إشاراته البيولوجيّة. بدلًا من تقديم وجباتٍ ثابتةٍ ومحدَّدةٍ زمنيًّا، نستجيب إلى احتياجات الطّفل فور ظهور علامات الجوع والشّبع. بالتّالي، تُراعي التّغذية المتجاوبة احتياجاتِ الطّفل الفرديّة وتغيّراتِ شهيّته في خلال النّهار. يتضمّن هذا النّمط من التّغذية أيضًا التّواصل والتّفاعل مع الطّفل في أثناء تناوُل الطّعام، ما يساعد على تعزيز العلاقة بيننا وبين الطّفل.
أهمّيّة التّغذية المتجاوبة:
- تلبّي احتياجاتِ الطّفل الفرديّة: نكون في حال تناغُمٍ مع الطّفل فنفهم احتياجاتِه الغذائيّة والنّمائيّة بطريقةٍ فرديّةٍ ودقيقةٍ.
2. تدعم صحّة الطّفل ونموّه: يحتاج الطّفل إلى التّفاعل معنا كي ينمو بطريقةٍ سليمةٍ. تؤدّي الاستجابة إلى الطّفل في خلال أوقات الطّعام إلى التّغذية المُثلى. فعلى سبيل المثال، لا يستفيد الطّفل من الوجبات في خلال مشاهدة التّلفاز، كما ينتفع من الوجبات في خلال التّفاعل معنا. من ناحيةٍ أُخرى، تُتيح الاستجابة إلى الطّفل الفرصة باستكشاف الأكل وإطعام نفسه، ما يعزّز تطوّره العقليّ والجسديّ.
3. تخلق روابطَ سليمةً مع الطّعام: يكتسب الطّفل روابطَ معيّنةً مع الطّعام، وغالبًا ما يحافظ عليها عندما يكبر. لا ننسى أنّ الطّفل في هذا العمر لا يزال يتعلّم الأكل، يكتشف المذاق والقوام، كما يحلّل ويفهم دلالاتِ جسمه من جوعٍ وشبعٍ وعطشٍ، ويتعلّم كيف يتجاوب جسده مع هذه المؤشِّرات. فمثلًا، إذا قمنا بإطعام الطّفل أكثر من طاقته، يتعلّم تجاهُل إشارة الشّبع.
4. تعزّز التّواصل العاطفيّ: تعزّز التّغذية المتجاوبة الرّابط العاطفيّ بيننا وبين الطّفل، كما تعلّمه الثّقة بأنّنا موجودون دومًا لتلبية احتياجاته.
ختامًا، التّغذية المتجاوبة هي ركيزةٌ أساسيّةٌ في تطوُّر صحّة الطّفل وتقديم الدّعم العاطفيّ إليه.
تتمنّى "أرجوحة" أن يوضِحَ لنا هذا المقال بعض الأسباب لاختيار هذا النّمط من التّغذية.