Instagram Facebook YouTube

الرّسائل المطمئنة لطفلٍ تعرّض لسوء المعامَلة

يُمكن أن يأخذَ سوء المعامَلة أشكالًا عديدةً مثل: سوء المعامَلة العاطفيّ، الجسديّ، الجنسيّ والإهمال. وكلّ شكلٍ من هذه الأشكال يترك لدى الطّفل آثارًا خطِرةً تستدعي التّدخّل والمساعَدة. 

ولعلّ الشّعور الأكثر شيوعًا الّذي يشعُر فيه الأطفال الّذين تعرّضوا لسوء المعامَلة هو انعدام الأمان، أيْ أنّ الطّفل يشعُر بانعدام الرّاحة في داخل محيطه وعدم الاستقرار، كما وينعكس ذلك على العلاقات الخارجيّة مع الآخرين.

فكيف نُجري حوارًا لطيفًا وصريحًا في الوقت نفسه مع الطّفل كي نُشعِرَه بالأمان؟

 

  • احترام رغبة الطّفل: نتجنّب إرغام الطّفل على الحديث عن موضوع الإساءة، إذا لم يكُنْ يُبدي رغبةً واستعدادًا لذلك. أمّا إذا رَغِب في الحديث فنحترم رغبته وننصت إلبه باهتمامٍ.
  • تخفيف القلق: قد يُظهِر الطّفل قلقًا أو خوفًا عندما نطرح عليه أيّ سؤالٍ مرتبطٍ يسوء المعامَلة الّتي تعرّض لها. لذا، يُمكن أن نتحدّثَ مع الطّفل عن موضوعاتٍ يُحبّها مثل  نزهةٍ قد نقوم بها أو برنامجه التّلفزيونيّ المفضّل؛ فهذا من شأنه أن يلفتَ انتباهه ويُشغِله بأمورٍ سعيدةٍ.
  • طمأنة الطّفل: نُخبِر الطّفل ونؤكّد له أنّه بأمانٍ الآن، وأنّنا سنحرص على عدم تكرار هذه التّجربة السّيّئة.
  • تخفيف إحساسه بالذّنب: من الممكن أن يشعُرَ الطّفل أنّه هو السّبب لحصول هذه الإساءة، بخاصّةٍ إذا كان المعنِّف ذو سلطةٍ على الطّفل أو أكبر منه سنًّا. هنا، نُخبِر الطّفل أنّه ليس مذنبًا، والشّخص المسيء هو المخطئ لقيامه بهذا الفعل ويجب أن يعاقَب.
  • عبارات التّوكيد الإيجابيّة: هذا هو أكثر وقتٍ يكون الطّفل في حاجةٍ إلى التّشجيع والتّوكيد من أجل تعزيز ثقته بنفسه. فهذه العبارات تساعده على تخطّي الموقف المسيء الّذي أشعره بالضّعف والخجل. بحيث نؤكّد للطّفل أنّه قويٌّ وشجاعٌ، ونحفّزه بهذه العبارات كي يلعبَ ويرسمَ ويمارسَ روتينه كالمعتاد؛ ونثني على إنجازاته.
  • "نحن بجانبك": أجمل رسالة نُعطيها إلى الطّفل هي تلك الّتي تُطمئنه بأنّنا سنبقى بجانبه دائمًا لمساعدته على تخطّي الصّعاب كلّها.
  • ليس الكبار جميعهم أشرار: في الوقت الّذي ينظر فيه الطّفل إلى البالغين على أنّهم مصدرٌ للإساءة والاستغلال، قد يعمّم الطّفل هذا الشّعور على البالغين جميعًا بحيث يُصبح من الصّعب عليه أن يثقَ بأيّ بالغٍ يصادفه في حياته حتّى لو كان مقرَّبًا. وهذا الشّعور يتفاقم إذا كان الشّخص المسيء هو من أقارب الطّفل. في هذه الحال، نسمح للطّفل بأن يعبّرَ عن كلّ ما يشعُر فيه، ثمّ نشرح له أنّه ليس الكبار جميعهم كذلك.

 

    لا يُمكن التّعامل مع سوء المعامَلة على أنّه حدثٌ عابرٌ، أو أنّ الوقت والنّسيان كفيلان بعمليّة التّعافي، لأنّه في الكثير من الأحيان من الصّعب على الطّفل أن ينسى وبخاصّةٍ إذا لم يتكلّمْ عن هذه التّجربة المؤلمة ويعبّرْ عن مشاعره وأفكاره. لذلك، نلجأ هنا إلى التّقبّل بعد المصارحة والكلام،  بحيث نساعد الطّفل للتّعامل مع الماضي والاستمرار في الحياة من دون التّعلّق بالأحداثٍ السّابقة.

 

الكاتب
محمد ناصرالدين

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم