قراءة القصص عند الأطفال لها تأثير كبير في تطوُّر لغتهم المحكيّة، فهي تطوِّر التّواصل والخيال، كما وهي تحسِّن من علاقتهم معنا عندما نشاركهم القراءة والنّشاطات المرتبطة بها. مع ذلك ، يُمكن لبعض الأخطاء الّتي قد نقع فيها من أن تحدَّ من هذه الفعاليّة.
لذلك، سوف نستكشف أخطاءَ شائعةً من المهمّ تجنُّبها عند قراءة القصص للأطفال:
ـ السّرد بشكلٍ سريعٍ:
أحد أكثر الأخطاء أهمّيّةً الّتي قد يرتكبها الآباء ومقدِّمي الرّعاية هو التّسرّع في قراءة القصّة. وذلك، لأنّ قدرة الطّفل على التّركيز بخاصّةٍ في عمرٍ صغيرٍ هي محدودةٌ لبضعة ثوانٍ فقط. لذا، فإنّ السّرعة بالسّرد لن تسمحَ له بالتّركيز سمعيًّا، وبالتّالي فَهْم الكلمات والجُمَل المستخدَمة.
إنّ القراءة ببطءٍ وبشكلٍ واضحٍ تسمح للأطفال بفهم اللّغة بشكلٍ أفضل.
ـ عدم مشارَكة الطّفل:
إنّ سَرْد القصّة ليس نشاطًا فرديًّا، بل هو نشاطٌ تفاعليٌّ، يجب من خلاله تشجيع الطّفل على طَرْح الأسئلة، التّنبّؤ بأحداثٍ معيّنةٍ والتّعبير عن أفكاره ومشاعره. ولكنّ تشجيع الطّفل على التّعبير لا يعني إجباره على فِعْل ذلك، لا بل يجب مراقَبة ردّاتِ فعله والتّدخّل بحسب طلبه أو جهوزيّته.
في حال لم يكُنْ باستطاعة الطّفل الكلام أوِ التّعبير، فيُمكن أن نطرحَ عليه سؤالًا، ننتظر قليلًا، نلمِّح له حتّى يستدركَ الجواب. بهذه الطريقة نقوم بتطوير قدرة الطّفل على التّواصل، وهي مهارةٌ أساسيّةٌ لتطوير الكلام.
وهنا، يجب لَفْت النّظر إلى أهمّيّة اختيار وضعيّةٍ مناسِبةٍ وهي بوجه الطّفل، حيث يُمكننا تحفيز التّواصل البصريّ.
ـ استخدام نغمةٍ واحدةٍ:
التّنغيم مهمٌّ جدًّا في أثناء سَرْد القصص لأنّه يحفّز الطّفل على الانتباه والمشارَكة في المحادثة. لذلك، يُمكننا أن نستخدمَ أصواتًا مختلفةً لشخصيّاتٍ مختلفةٍ، ونستخدمَ نغماتٍ للتّعبير عن المشاعر كي نجعلَ القصّة أكثر جاذبيّةً ونساعدَ الطّفل على فَهْم العواطف.
ـ تجاهُل الرّسوم:
إنّ الصُّوَر تساعد الطّفل على فَهْم القصّة وتحفّز خياله. لذلك، يجب أخْذ الوقت لاستكشاف الصُّوَر معًا ومناقشتها وتشجيع الطفل على وصفها.
تُعَدّ قراءة القصص للأطفال فرصةً رائعةً لمقدِّمي الرّعاية لتنمية اللّغة والتّواصل عند الأطفال. يُمكننا تحقيق استفادةٍ قصوى من هذا الوقت لتوفير تجربةٍ ممتعةٍ للطّرفَيْن.
