أفضل القصص هي تلك الّتي تترك أثرًا لدى الطّفل عند مطالعتها وبعد الانتهاء منها.
قد تكون قراءة قصّةٍ نشاطًا كافٍ ولا يحتاج إلى الاستكمال بأنشطةٍ أُخرى، ولكن في بعض الأحيان قد نرغب البناء على القصّة ومناقشتها أكثر.
لذلك، تقدّم إليكم «أرجوحة» مجموعةً من الأنشطة الّتي من الممكن القيام بها بعد مطالعة القصّة مع الطّفل:
- إعادة سَرْد القصّة بأسلوبه الخاصّ: نطلب إلى الطّفل أن يُعيدَ سَرْد الأحداث كلّها بطريقته الخاصّة، ولا بأس إذا لم تكُنْ باللّغة الفصحى. وفي حال لم يستطِعِ الطّفل تذكُّر الأحداث والتفاصيل كلّها نطلب إليه أن يسردَ لنا ما يتذكّره من القصّة. (هذا النّشاط يُمكن أيضًا القيام به في وقتٍ لاحقٍ وليس بالضّرورة مباشرةً بعد القراءة).
- تأمُّل الرّسومات من جديدٍ: في القراءة الأوّليّة للقصّة يكون الطّفل مهتمًّا بالنّصّ أكثر من الرّسومات والصُّوَر، وهذا بسبب تركيزه على الأحداث أو بسبب التّشويق والفضول لمعرفة ما سيحدث فيما بعد. نُعيد فَتْح القصّة من البداية ونتأمّل الصُّوَر والرّسومات ونقلّب بالصّفحات كما لو أن الكتاب الّذي بين يدَيْنا هو ألبوم صُوَر.
- رَسْم مشهد من القصّة: بعد أن يكونَ الطّفل قد عَرَف الأحداث وتأمَّل بالرّسومات، نطلب إليه أن يتذكّرَ مشهدًا من القصّة ويرسمَه بنفسه. نشجّعه على رَسْم التّفاصيل، وبعدها نطلب إليه أن يشرحَ لنا مضمون الرّسمة.
- إعادة تمثيل مشهد من القصّة: هنا، المطلوب من الطّفل أن يحفظَ مشهدًا من القصّة ويمثّلَه كما لو أنّه جزءٌ من القصّة. نطلب إليه أن يحاكِيَ الشّخصيّة بالقول والفعل، وإذا احتاج المشهد إلى شخصيّاتٍ إضافيّةٍ سيكون من الجميل جدًّا مشارَكة الأهل والتّمثيل معه. في هذا النّشاط ننتبه إذا اختار الطّفل أن يعاوِدَ تمثيل مشهدٍ يتضمّن أفعالًا خاطئةً أو شخصيّةً سيّئةً، مثلًا: لو سردنا له قصّة «ليلى والذّئب» وطلب أن يحاكي شخصيّة الذّئب نحرص أن نوضِحَ له الأفعال الخاطئة الّتي قام بها الذّئب؛ لأنّه لو وضع الفعل الخاطئ في مسرحيّةٍ مسلّيةٍ قد يتشوّش مفهومه للخطأ، وهنا يتدخّل الأهل للتّوضيح.
تحويل القصّة والقيم التّربويّة الواردة فيها إلى أنشطةٍ مسلّيةٍ سيزيد من حماس الطّفل ورغبته في المطالعة أكثر، كما ويضمن تحقيق الأهداف التّربويّة.
تتمنّى لكم «أرجوحة» مطالعةً مليئةً بالفائدة والحبّ والتّرفيه.