ملاحظة المشاعر وفَهْمها والقدرة على التّعبير عنها تُعَدّ مهاراتٍ من مهارات الذّكاء العاطفيّ، والّتي لا يُمكن اعتبارها سهلةً، بل تحتاج أحيانًا إلى مجهودٍ من الطّفل وإلى بعض النّشاطات الّتي تعزّز هذه المهارات!
إلّا أنّ هذه المشاعر ليس بالضّرورة أن تكونَ دائمًا سعيدةً أو فَرِحةً، بل يُمكن أن تكونَ مشاعرَ حزنٍ وخوفٍ وغيرها من المشاعر غير السارّة المزعجة والمُقْلقة... وقد نحاول التّغاضي عنها أو إخفاءها، إلّا أنّ ذلك لا يجعلها تختفي أو يغيّر من طبيعتها. لذا، من المهمّ أن نشجّعَ الطّفل على التّعبير عن أنواع المشاعر كلّها للتّعامل معها لاحقًا.
تقدّم إليكم «أرجوحة» نشاطًا مميّزًا يشارك فيه الطّفل، ويتعلّم من خلاله الرّبط بين شعورٍ معيّنٍ وموقفٍ مناسبٍ له. واسم النّشاط هو: متجر المشاعر!
- نختار شعورًا معيّنًا: نجلس مع الطّفل ونتحدّث عن شعورٍ معيّنٍ، ونعرض له المواقف الّتي من الممكن أن تثيرَ هذا الشّعور، مثلًا: أشعر بالحزن عندما أشتاق إلى سمكتي الذّهبيّة الّتي كانت معنا في المنزل.
- نقسّم الأدوار: نفتتح متجرًا للمشاعر، ونطلب إلى الطّفل أن يكونَ صاحب المتجر، ونطلب إليه أن يختارَ شعورًا ليبيعَه في هذا المتجر.
- نزيّن المتجر: من الجميل أن نساعدَ الطّفل في تزيين المتجر، كتابة لافتةٍ وتلوين بطاقاتٍ خاصّةٍ بالمتجر بحيث يُصبح النّشاط مسلٍّ ومليئًا بالحياة.
- البحث عن إيجابيّات الشّعور: بعد أن يختارَ الشّعور الّذي سيبيعه، عليه أن يبحثَ عن إيجابيّات الشّعور وسلبيّاته كي يُقنِعَ الزّبائن بشرائه، مثلًا: لو اختار أن يبيعَ شعور الخوف عليه أن يذكرَ واحدةً من إيجابيّات الخوف، منها: أنّ الخوف هو بمثابة إنذارٍ في مواقف الخطر.
من الممكن أن نحوّلَ هذا المتجر إلى سوقٍ مع عددٍ أكبر من المشاركين، ويُمكن أن يطبَّقَ هذا النّشاط في المدرسة أيضًا. في هذا النّشاط، سيستخدِم الطّفل الكثير من مهاراته كي يُقنِعَ الزّبون أو حتّى في مناقشة البائع لو كان يلعب هو دور الزّبون. عندها، ستجدون الطّفل يفكّر ويتأّمل في كلّ شعورٍ، وهذا أساسيٌّ في تعلُّم المهارات العاطفيّة والاجتماعيّة.