Instagram Facebook YouTube

كيف تؤثر صحّتنا النفسية على أطفالنا؟

تؤدّي الصحّة النفسية للأهل دورًا أساسيًا في تشكيل صحّة الطفل النفسية ونموّه، بالإضافة إلى التأثير على التجارب التي يمرّ بها. ينعكس التوازن النفسي للأهل إيجابًا على قدرة الطفل على بناء علاقات صحّية وفهم ذاته والعالم من حوله. في هذا المقال نتحدّث عن كيفية تأثير صحّة الأهل النفسية على الطفل، ونموّه.


 

- الطفل مرآتنا العاطفية والسلوكية:  

 لا يتأثّر الطفل فقط بما نقول له، بل بما يراه أمامه أيضًا. فحين نكون قلقين، متوتّرين أو فاقدين للتوازن، تتأثّر تصرّفاتنا وسلوكيّاتنا، فتنتقل هذه المشاعر إلى الطفل من دون وعي، وقد يكتسب السلوكيّات منّا عبر التكرار والتقليد.

 

- طريقة تعبير الطفل عن مشاعره متأثّرة بنا:  

إذا كنّا نكبت مشاعرنا أو نعبّر عنها بانفعال، قد يتبنّى الطفل الأسلوب نفسه. وقد يحمل ذلك معه لسنوات طويلة، من دون أن يعرف كيف يفهم مشاعره أو ينظّمها.

 

- الأهل هم صورة عن العالم الخارجي، بالنسبة إلى الطفل:   

يرى الطفل في أهله النموذج الأوّل عن العالم. فهم مصدر الأمان أو الخوف، والمرونة أو القسوة. الطريقة التي نعيش بها دورنا كأهل تشكّل نظرته إلى العلاقات الاجتماعية والعالم الخارجي.  

وبالتالي، نحن نمثّل العالم بالنسبة إلى الطفل. فإمّا أن نكون مصدر أمان وثقة، أو نغرس فيه فكرة أنّ الحياة صعبة ومخيفة. وهذا النموذج يرافقه في تكوينه لعلاقاته ونظرته إلى نفسه. تذكّروا أنّ الأسرة تشكّل العلاقة الأولى للطفل، وعبرها يكتسب صورة عن الآخرين والعلاقات الاجتماعية.

 

- دور الأهل في تكوين صورة الذات بالنسبة للطفل:   

تؤدّي الصحّة النفسية للأهل دورًا حاسمًا في تشكّل صورة الذات لدى الطفل. فالأب والأم اللذين يتمتعان باستقرار نفسي، ويتعاملان مع مشاعرهما بطريقة صحّية، يكونان قدوة جيّدة للطفل في كيفية فهم ذاته وتقبّلها. من خلال التعاطي الإيجابي والدعم العاطفي المستمرّ، يتعلّم الطفل الشعور بالأمان، ويُبنى لديه احترام الذات وتقديرها. أمّا القلق أو الإهمال النفسي لدى الأهل، فقد ينعكسان على طريقة تعاملهما مع الطفل، ممّا يؤثر سلبًا على ثقته في نفسه وكيفية رؤيته لذاته. 


 

- الأهل كنموذج للأدوار والمسؤوليّات:

 يتعلّم الطفل من خلال مراقبة أهله، كيف يكون دور الأم أو الأب. إذا ارتبط هذا الدور في نظره بالضغط المستمرّ أو الشكوى أو عدم تحمّل المسؤولية، فقد تتأثّر نظرته إلى الوالديّة مستقبلًا، وقد يبتعد عن فكرة تكوين أسرة خوفًا من تكرار هذه التجارب. 

كما أنّه عندما يتعامل الوالدان مع أدوارهما بوعي واتّزان، من دون تمييز أو تحيّز جندري، ينشأ الطفل في بيئة تُعزّز المساواة.

 

نذكّر بأنّه ليس الهدف فقط حماية أطفالنا من التأثّر بمشاعرنا، بل أن نمنح أنفسنا فرصة للعيش بسلام داخلي، لننقل هذا السلام إليهم.

الاهتمام بالصحّة النفسية للأهل هو استثمار مباشر في صحّة أطفالنا وسعادتهم. كلّ خطوة نخطوها نحو فهم أنفسنا وإرساء توازننا النفسي، تعني بيئة أكثر أمانًا وحبًا لأطفالنا، تساعدهم على النمو بثقة وسلام داخلي. لذلك، لا تتردّدوا في طلب الدعم والاهتمام بأنفسكم، لأنّ توازنكم هو أعظم هديّة تقدّمونها لأطفالكم.

الكاتب
ورشة الموارد العربيّة

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم