بين عمر ثلاث وخمس سنوات، يتطوّر الأطفال بشكل ملحوظ سلوكيًا وعاطفيًا وانفعاليًا ومعرفيًا، وهو ما يجعل هذه المرحلة غنيّة بالفرص والنمو. لكنها قد تأتي أيضًا مع بعض التحدّيات الطبيعية الناتجة من مرور الأطفال بفترات حسّاسة من النمو. فما هي هذه التحديات خلال هذا العمر؟
نشارككم الأكثر شيوعاً منها:
- صعوبة التعامل مع المشاعر:
يبدأ الطفل في تطوير مهاراته العاطفية والاجتماعية، لكنّه يبقى غير قادر على التعبير عن مشاعره بالطريقة التي قد يتوقّعها الكبار. في هذه المرحلة، يمرّ الطفل بمرحلة اكتشاف مشاعره وتعلّم كيفية التعامل معها. وبسبب ذلك، يُظهر الطفل مشاعر مثل الغضب، والإحباط، والحزن بشكل مكثف، خصوصًا في مواقف مثل عدم الحصول على ما يريد أو عندما يواجه صعوبة في تعلّم شيء جديد.
هذه المشاعر قد تكون صعبة الفهم بالنسبة للأهل، لأنّها في كثير من الأحيان تكون غير مبرّرة أو يصعب التعامل معها.
من المهم أن نفهم أنّ هذه المشاعر ليست نتيجة سلوك سيّئ بدر عن الطفل، بل هي ببساطة ردود فعل طبيعية لتطوّرات نفسية وعاطفية تحدُث في هذا العمر. كما أنّ الطفل في هذه المرحلة ليس لديه القدرة الكافية على ضبط مشاعره أو فهم كيفية التعبير عنها بطريقة هادئة أو مناسبة.
- التكيّف مع القواعد والروتين
التكيّف مع القواعد والروتين في هذا العمر يشمل تعلّم الطفل كيفية التفاعل مع الأنظمة المتّبعة، مثل مواعيد النوم والأكل، استخدام الأدوات، أو القواعد المنزلية. قد يجد الطفل في هذا العمر صعوبة في فهم وتطبيق القواعد بشكل متّسق، حيث أنّه لا يزال في مرحلة تعلّم واستكشاف عالمه الجديد. قد يعبّر عن ذلك برفض الالتزام بالروتين أو اختبار الحدود.
- الاستجابة للمكافآت والعقوبات:
يبدأ الأطفال في فهم فكرة المكافآت والعقوبات بشكل تدريجي. في هذه المرحلة، يكون تعزيز السلوك الإيجابي أكثر فعالية من العقوبات. قد يشعر الطفل بسعادة وفخر عندما يتمّ تقدير سلوكه الجيّد، ممّا يعزّز من رغبته في الاستمرار في التصرّف بشكل إيجابي. إلا أن هذا الفهم يكون مداه قصيراً، اذ أنه لا يدوم لفترات لاحقة. لذلك قد يقوم الطّفل بنفس الخطأ عدة مرات.
- الاستقلالية:
يبدأ الطفل في تطوير إحساسه بالاستقلالية، لكنه قد يواجه صعوبة في أداء بعض المهام بمفرده. بعض الأطفال قد يبدون قلقاً من هذه المهام الجديدة، وبعضهم الآخر قد يصبح أكثر اصراراً وعناداً على القيام بكل المهام وحده، أو على طريقته. في كلتا الحالتين قد نشعر ببعض التوتر كأهل، وهنا من المهم أن نتحلى بالهدوء والصبر.
هذه التحديات قد تشكل عائقا أمام الطّفل أثناء تعلمه، في حال لم نتداركها، ونفهم أسبابها، وأنها طبيعية ما دامت في حدود معينة. نرفق أدناه حلولاً مساعدة في المقال الآتي.
قد نشعر بالإحباط كأهل أحياناً ولكن تذكروا أنها مرحلة وسنتخطاها!
دمتم سالمين.