بين عمر ثلاث وخمس سنوات، يتطوّر الأطفال بشكل ملحوظ سلوكيًا وعاطفيًا وانفعاليًا ومعرفيًا، وهو ما يجعل هذه المرحلة غنيّة بالفرص والنمو. لكنها قد تأتي أيضًا مع بعض التحدّيات الطبيعية الناتجة من مرور الأطفال بفترات حسّاسة من النمو. والتغيير جزء أساسي من نموّ الأطفال، ويمكّننا كأهل أو مقدّمي رعاية من أن نُحوّل هذه التحدّيات إلى فرص لتطوير مهاراتهم واستقلاليّتهم. في هذه المقالة نقدّم لكم حلولًا عملية للتعامل مع أبرز التحدّيات في هذه المرحلة.
- التعامل مع المشاعر:
- نستمع بعناية إلى الطفل ونحاول فهم مشاعره والاعتراف بها، بدلًا من تجاهلها أو قمعها.
- نعلَم الطفل كيفية تسمية مشاعره، مثل "أنت غاضب" أو "أنت محبط".
- نعطي الطفل استراتيجيّات تهدئة مثل التنفّس العميق أو أخذ استراحة قصيرة.
- نقدَم مثالاً في التعامل مع المشاعر الخاصّة بطريقة هادئة.
- نشجَع الطفل على التعبير عن مشاعره بالكلمات بدلًا من التصرّفات السلبية.
- نقدم حدود واضحة وسلوكيات متوقّعة مع التأكيد على أنّ المشاعر مقبولة لكن السلوكيات غير المناسبة غير مقبولة.
- نستخدم اللعب التفاعلي لمساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره بشكل غير مباشر.
- نقدم الثناء عند تعامل الطفل مع مشاعره بشكل إيجابي، لتعزيز السلوك الجيّد.
- التكيّف مع القواعد والروتين:
للتأكّد من دعم الطفل في التكيّف مع القواعد والروتين، يمكننا القيام بما يلي:
- نضع قواعد واضحة وسهلة الفهم تتناسب مع عمره.
- نطبَق القواعد بشكل متّسق حتى يعرف ما هو متوقّع منه.
- نكافئه عند التزامه بالقواعد لتعزيز السلوك الإيجابي.
- نتجنّب العواقب القاسية والتركيز على تقديم خيارات مدروسة ليشعر بالاستقلالية.
- نوفر بيئة منظّمة تساعد في إرساء روتين يومي مستقرّ يحدّد له ما يمكن توقّعه في أوقات مختلفة من اليوم.
- نجعل الروتين ممتعًا باستخدام الأغاني أو القصص.
- الاستجابة للمكافآت والعقوبات:
لتقديم الدعم للطفل في الاستجابة للمكافآت والعقوبات، يمكننا القيام بما يلي:
- عندما يظهر الطفل سلوكًا إيجابيًا، يمكن تعزيز ذلك بالكلمات التشجيعية مثل: "أنت تقوم بعمل رائع"، أو مكافآت صغيرة مثل الملصقات أو جداول النجوم.
- نركَز على تعزيز السلوك الجيّد بدلًا من التركيز على العقوبات.
- نستخدم النتائج الطبيعية لسلوك الطفل (في حال لم يكن هناك إيذاء للطفل)، مثل السماح له بتجربة تبعات أفعاله، على سبيل المثال، إذا لم يرتّب ألعابه، قد يجد صعوبة في إيجاد لعبته المفضّلة لاحقًا.
- عند حدوث سلوك غير مرغوب فيه، نحاول التعامل مع الموقف بصبر وهدوء، مع توجيه الطفل نحو التصرّف الأفضل.
- في حال تصرّف الطفل بطريقة غير لائقة، يمكن فرض عواقب خفيفة مثل تقليل وقت اللعب أو منع بعض الأنشطة المفضّلة لفترة قصيرة.
- تعزيز الاستقلالية:
يبدأ الطفل في تطوير إحساسه بالاستقلالية، لكنه قد يواجه صعوبة في أداء بعض المهام بمفرده. لذا، من المهم أن نشجّع الطفل على الاستقلالية من خلال بعض الممارسات الآتية:
- نشجَع الطفل على تجربة المهام البسيطة بمفرده، مثل ارتداء ملابسه أو ترتيب ألعابه.
- عندما يخطئ الطفل، ندعه يحاول مجددًا مع تقديم الدعم والتوجيه المناسبين.
- نستخدم عبارات تشجيعية، لتحفيز الطفل على الاستقلالية.
- نقدَم الإرشادات بحب وصبر، مع مراعاة عمر الطفل وقدرته على الفهم.
نعترف بإنجازات الطفل الصغيرة والاحتفال بها لتعزيز ثقته في نفسه.