تلعب عمليّة التّقدير والمديح دَوْرًا حاسمًا في نموّ الطّفل وتطوُّره النّفسيّ. ومع ذلك، يُمكن أن يكونَ للمديح المبالَغ فيه تأثيرٌ سلبيٌّ في الطّفل إذا لم يتمّ توجيهه بشكلٍ صحيحٍ.
ما هو المديح المبالَغ فيه؟
المديح المبالَغ فيه يشير إلى تقديم تقديرٍ أو إشادةٍ بشكلٍ مُفرِطٍ أو غير واقعيٍّ لشخصٍ ما، من دون أساسٍ أو مبرِّرٍ واضحٍ. قد يتمثل ذلك في تمجيد الأفعال أوِ السّلوكيّات بطريقةٍ تجعلها تبدو أكبر منَ الواقع، ممّا يؤدّي في النّهاية إلى تشويه الصّورة الحقيقيّة للشّخص وإحداث تأثيرٍ سلبيٍّ على تطوُّره النّفسيّ والاجتماعيّ.
ما هو تأثير المديح المبالَغ فيه في تطوُّر الطّفل؟
1ـ تشويه الصّورة الذّاتيّة: يطوِّر الطّفل قناعةً راسخةً أنّه أفضل ممّا هو عليه بالواقع من دون الحاجة إلى تحسين نفسه.
2ـ نَقْص الثّقة بالنّفس: يعتمد الطّفل على المديح الخارجيّ بدلًا منَ الثّقة في قدراته الشّخصيّة.
3ـ تجنُّب التّحدّي: تجنُّب الطّفل للتّحدّيات، حيث يفضِّل البقاء في مِنطقة الرّاحة حتّى لا يفقدَ صورته المثاليّة.
4ـ نمطٌ ثابتٌ للتّفكير: يقتنع الطّفل بأنّ قدراتِه محدودةٌ وثابتةٌ، من دون الحاجة إلى النّموّ والتّطوّر.
5ـ فقدان الدّافع وتقليل الاجتهاد: يعتقد الطّفل أنّه ليس في حاجةٍ إلى المجهود الإضافيّ لتحقيق النّجاح.
نصائح للأهل:
1ـ توجيه المديح بشكلٍ متوازنٍ وواقعيٍّ، حيث يشجِّع الطّفل على تقدير أفعاله وإنجازاته الحقيقيّة بدلًا من تقديم تقديرٍ مبالَغٍ فيه وغير واقعيٍّ.
2ـ تعزيز الاعتماد على الذّات لدى الطّفل من خلال تشجيعه على تقويم أدائه بشكلٍ مستقلٍّ والاعتماد على إنجازاته الشّخصيّة من دون الحاجة إلى المديح المبالَغ فيه.
3ـ تقديم الإرشاد والتّوجيه إلى الطّفل بشكلٍ صحيحٍ من خلال تقديم الإرشادات البنّاءة الّتي تعزّز تطوير قدراته ومهاراته من دون الحاجة إلى الاعتماد على المديح المبالَغ فيه.
4ـ تعزيز الاحترام للجهد والمثابرة من خلال تقديم المديح بناءً على مجهود الطّفل، يُمكن تعزيز ثقافة الاحترام للجهد والمثابرة بين الأطفال، حيث يتمّ تقدير العمل الشّاقّ والتّحدّيات الّتي يواجهها الطّفل في سعيه لتحقيق أهدافه.
تشجّع «أرجوحة» أن نقدّمَ المديح إلى الطّفل بشكلٍ متوازنٍ وواقعيٍّ، وتقديم الإرشاد والدّعم بشكلٍ مناسبٍ إلى الطّفل وقدراته، بحيث يتعلّم الأخير كيفيّة تحقيق أهدافه من دون الحاجة إلى سماعه الصّفات المبالَغ فيها.