Instagram Facebook YouTube

لماذا يجب أن نبتعدَ عن الوعظ في توجيه سلوك الطّفل؟

في عالمٍ متغيّرٍ وسريع الإيقاع، يتساءل العديد عن فعاليّة أساليب التّربية التّقليديّة مثل الوعظ. وبعد التّجربة، يبدو أنّ الوعظ قد يكون غير فعّالٍ وأحيانًا مضرًّا.

هنا، نستعرض الأسباب الّتي تدعونا للابتعاد منَ الوعظ والبحث عن بدائلَ أكثر فعاليّةً.

 

ما هو الوعظ؟ 

الوعظ في التّربية هو تقديم النّصائح والتّوجيهات بشكلٍ مباشرٍ وصريحٍ، غالبًا بطريقةٍ توبيخيّةٍ أو تعليميّةٍ. يركِّز على نقل المبادئ والقيم، لكنّه يتجاهل التّعاطف والاحترام المتبادَل، ما يخلق فجوةً بين الأهل والطّفل.

 

ما هو الفرق بين الوعظ والنّصح؟

الوعظ هو أسلوبٌ سلطويٌّ يعتمد على التّوجيه المباشر والقسريّ، وعلى إلقاء اللّوم أحيانًا. مثال: «لا يجب أن تضيِّعَ وقتك في اللّعب، يجب عليك التّركيز على الدّراسة».

 بينما يعتمد النّصح على تقديم المشورة بطريقةٍ لطيفةٍ وتقبُّليّةٍ، ويعزّز الحوار والتّفكير المستقلّ. مثال: «يُمكنك إدارة وقتك بشكلٍ أفضل بجدولة أوقات الدّراسة والاستراحة، حتّى تتمكّنَ منَ الاستفادة من كلَيْهما بشكلٍ متوازنٍ».

 

لماذا يُعَدّ الوعظ غير فعّالٍ في التّربية؟

ـ لا يحقّق التّغيير السّلوكيّ المستدام: يفرض الوعظ القيم منَ الخارج ويتجاهل النّواحي النّفسيّة والعاطفيّة، ما يزيد من مقاومة الطّفل للتّغيير، ويؤدّي إلى نتائجَ سطحيّةٍ ومؤقّتةٍ. التّغيير الحقيقيّ يتطلّب دافعًا داخليًّا وقناعةً شخصيّةً.

ـ يؤثّر سلبًا في العلاقات الأُسريّة: تعتمد العلاقات الأُسريّة الصّحّيّة على التّواصل المبنيّ على الاحترام والتّفاهم بين الأهل والطّفل، مثل الحوار المفتوح والاستماع الفعّال وتقديم الدّعم بدلًا منَ النّقد المستمرّ. هذا النّهج قد يتعارض مع الوعظ.

ـ يسبِّب ردود فعلٍ عكسيّةٍ: يشعُر الطّفل بالضّغط بسبب التّعرّض المستمرّ للوعظ . هذه المشاعر السّلبيّة تؤدّي إلى التّمرّد أوِ العناد، وتخلق شعورًا بالخجل أوِ الذنب، ما يُعيق عمليّة التّعلّم والنّموّ.

 

التّجارب الشّخصيّة والتّفاعلات الإيجابيّة تُعَدّ وسيلةً فعّالةً لتّعلُّم الأطفال بعيدًا منَ الوعظ. عندما يتعامل الطّفل مع تجاربه بشكلٍ إيجابيٍّ ويحظى بالدّعم والتّقدير، يصبح مستعدًّا لاستكشاف المزيد وتحقيق النّجاح في تجاربه المستقبليّة.

 

الكاتب
.مايا عزّ الدين اخصائية في التربية الايجابية

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم