الموت يعني الانفصال النهائيّ عن شخص نحبّه، ترافقه مشاعر مختلفة من الحزن والألم والذّنب والخسارة والاشتياق والغضب، وقد يعيش الطّفل هذه التّجربة مع المشاعر المرافقة لها في سنّ مبكرة.
يحتاج الطّفل في فترة الحداد إلى من يساعده على فهم الموقف الجديد، ويحتاج إلى من يجيب عن أسئلته وكذلك إلى من يرافقه أثناء تعامله مع مختلف المشاعر الحادّة والحزينة.
تقدّم إليكم "أرجوحة" مجموعةً من النّصائح والإرشادات من الجيّد أخذها بعين الاعتبار عند مساعدة الطّفل في فترات الحداد:
- نساعده على التّعبير عن كلّ ما يفكّر به ويشعر به لأنّ التّعبير في مواقف الحداد قد يشكّل تحدّيًا بالنسبة إلى صغار السنّ.
- نوفّر للطّفل طرقًا بديلة عن الكلام تساعده على التّعبير كالرّسم واللّعب…
- نحاول التنبّه إلى مشاعر الذّنب لدى الطّفل والتي قد تظهر من خلال محاسبة الطّفل لنفسه بطريقة شديدة أو من خلال تحميل نفسه مسؤوليّة المشاكل التي تحصل في محيطه.
- نراقب أي تغيّرات تطرأ على الطّفل مثل السّلوكيّات العدوانيّة أو مشاعر القلق أو الخوف من مواضيع لم يكن يخاف منها سابقًا…
- عندما نخفي عنه الحقيقة ولا نجيبه على أسئلته بطريقة صحيحة، قد يميل الطفل إلى سدّ الفجوات عبر مخيّلته التي قد تكون مخيفة أكثر من الواقع.
- نشجّعه على التّذكّر وتبادل الذّكريات، قد نقترح أن يكتب رسالةً للشّخص الرّاحل، وقد يطبع صورة تجمعه به، فيتذكرّه ويبدأ بتقبّل غيابه.
- قد يحتفظ الطّفل بغرض يذكّره بالشّخص الرّاحل، وهو أمر إيجابيّ، فنحن لا نحاول جعل الطّفل ينساه، بل يتقّبل موته ويتفهّمه.
- نتبادل التّعبير عن المشاعر مع الطّفل، تجاه الفقدان، ونؤكد له دائما أن مشاعره مهمّة، كي نمنحه الإحساس بأنّ مشاعره حقيقيّة، من دون مبالغة أو إهمال.
- نشرح له ما سيحدث في الجنازة ونخبره عن العادات المرافقة للموت في مجتمعنا، بشكلٍ يتلاءم مع سنّه، ونسأله عن رغبته في المشاركة أو عدمها.
- نلتزم الرّوتين اليوميّ لأنشطة الطّفل قدر استطاعتنا لأنّ ذلك سيمنحه الشّعور بالأمان والاستقرار.
مساعدة الطّفل على عيش تجربة الحداد بشكل سليم وصحّي سيجنّبه الكثير من الصّعوبات على المستوى النّفسيّ والجسديّ والاجتماعيّ. وفي حال احتجتم للمساعدة، لا تتردّدوا أبدًا في طلب استشارة مختصّين نّفسيّين.