من حقّ الطّفل أن يحصلَ على الرّعاية والتّنمية الّتي تطال مختلف جوانب الشّخصيّة، وبما في ذلك الجانب النّفسيّ والّذي لا يقلّ أهمّيّةً عن سائر الجوانب الأُخرى. ومنَ المهمّ التّوضيح أنّ التّربية النّفسيّة تشمل الأطفال جميعًا، وليس فقط مَنْ لديه مشكلةٌ أوِ اضطرابٌ معيّنٌ.
قد يبدو مفهوم التّربية النّفسيّة واسعًا أو غريبًا. لذلك، ستحاول «أرجوحة» في هذا المقال أن تحدِّدَ أكثر المجالات أهمّيّةً والّتي منَ المفترض أن يتمَّ العمل عليها:
- الاختلافات الفرديّة: من حقّ الطّفل أن ندرِكَ نقاط قوّته ونقاط ضعفه، ونتعرّفَ إلى ما يميّزه عنِ الآخرين، لأنّ هذه المعرفة ستمهّد لنا الطّريق للتّربية الّتي تناسبه.
- التّعلّم العاطفيّ/ الانفعاليّ: نعطي الطّفل المعلوماتِ الكافية ليتعرّفَ إلى مشاعره، مصدرها وأسبابها ومظاهرها. ليس هذا فحسب، إنّما نعلِّم الطّفل طرائق ضبط العواطف وإدارتها. وسيكون منَ المفيد جدًّا أن يفهمَ الطّفل مشاعر الآخرين أيضًا.
- تطوير الوعي الذّاتيّ: يُمكن القول إنّها تتكامل مع التّعلّم العاطفيّ، ويُضاف إليها قدرة الطّفل على فَهْم ما يريده وأن يعبّرَ عنه بطريقةٍ يفهمها الآخرون. كما ويُمكن أن نعتبرَ الوعي الذّاتيّ قدرة الطّفل على مراقَبة نفسه ومتابَعة ما يجري بداخله من أفكارٍ ومشاعرَ ونوايا ورغباتٍ...
- تنمية الدّافعيّة: تشجيع الطّفل لتحقيق أهدافه. وتشمل التّطوير والتّنمية الشّخصيّة ما يساعد على تطوير القدرات والمهارات. فإذا تربّى الطّفل على أن يطوِّرَ نفسه بشكلٍ متواصلٍ، فهذا يساعده كي يكونَ راضٍ عن نفسه وعنِ الحياة.
- تعزيز التّفكير الإيجابيّ: فالتّفاؤل والامتنان واستبعاد الأفكار السّلبيّة يزيد منِ احتماليّة الرّضى عنِ الذّات والحياة.
- تعزيز القدرة على تحمُّل الإحباط: منَ المهمّ أن نوضِحَ للطّفل ما هو واقعيًّا في الحياة، ليس كلّ ما نرغب فيه يُمكن أن نحصلَ عليه. وفي كثيرٍ منَ الأحيان، يُمكن أن تحصلَ أحداثٌ بعكس ما نرغب. هنا، تعزيز المرونة والقدرة على التّحمّل والصّبر تُعَدّ عواملَ أساسيّةً لمواجَهة تحدّيات الحياة.
نشير إلى وجود الكثير منَ الجوانب المرتبطة بالتّربية النّفسيّة، ولكن اقتصرنا على ذِكْر أهمّها في هذا المقال. كما ومنَ الممكن أن تتداخلَ التّربية النّفسيّة بمجالاتٍ أُخرى منَ التّربية مثل: التّربية الاجتماعيّة، الجنسيّة، الأخلاقيّة، الدّينيّة...