في إحدى اللّقاءات العائليّة ينفجر طفلنا بالبكاء، فنشعر بالارتباك وأنّ الأمور تخرج عن سيطرتنا. هذا الموقف المحرج ممكنٌ أن يتكرّرَ مع أيّ شخصٍ منّا!
لذلك، خصّصت «أرجوحة» هذا المقال لمساعدتكم على بناء استراتيجيّات تخطّي النّوبات العلنيّة.
ما هي نوبات الغضب؟
هي ردّة فعلٍ طبيعيّةٍ وتعبيرٌ صادقٌ عن مشاعرَ كبيرةٍ وقويّةٍ لا يستطيع الطّفل استيعابها والتّعاطي معها وقت حصولها.
هل من الممكن أن تحصلَ في العلن؟
نعم، من الممكن أن يمرَّ الطّفل بنوبةٍ غضبٍ شديدٍ في أيّ مكانٍ وزمانٍ. ومن المرجح أن تزيدَ وتيرتها عندما يلاحظ الطّفل أنّنا مشغولون عنه أو أنّنا لا نُعيره الاهتمام الكافي، ما يولّد عنده شعورًا بعدم الأمان أوِ الغيرة أحيانًا فيلجأ إلى التّعبير عن تلك المشاعر من خلال هذه النّوبات.
استراتيجيّات التّعامل مع نوبات الغضب العلنيّة:
- استباق الموقف: من المتوقّع أنّ الطّفل الجائع أوِ النّعس سيحتاج إلى اهتمامنا، فإذا لاحظنا هذه الإشارات، نستطيع تلبية حاجة الطّفل المُلحّة. مثل: توضيب وجبةٍ خفيفةٍ للطّفل قد توفّر علينا الكثير من الجهد لاحقًا في حال شعر بالجوع المفاجئ، سؤاله عن حاجته لدخول الحمّام قبل الخروج أو حتّى في أثنائه، التّأكّد من نَيْله نومًا وراحةً كافيَيْن قبل القيام بأيّ جهدٍ.
- تحضير الطّفل: نخبره عن الخطّة والتّرتيبات الّتي سنقوم بها: كون الطّفل جُزءًا أساسيًّا من الخطّة: «سنذهب إلى السّوق لشراء الخضار، ثمّ سنزور جدّتكَ». «لا يُمكنكَ الرّكض في الممرّات، لكن يُمكن السّير أمامي».
- دعوة الطّفل للمشاركة: نستطيع أن نشاركَ الطّفل في مسار الخطّة للحدّ من المفاجآت، وبالتّالي من نوبات الغضب: «عندما نصل إلى سوق الخضار هل نوضّب البندورة أمِ الورقيّات أوّلًا؟»، «ماذا سنختار برأيكَ للجدّة؟».
- التّواصل مع الطّفل: نحاول التّفاعل معه بالتّحدّث إليه وبإسناد مَهمّاتٍ بسيطةٍ له تناسب قدراته وتفضيلاته الشّخصيّة بخاصّةٍ في خلال التّجمّعات، لأنّ الطّفل يحتاج إلى اهتمامنا أكثر في التّجمّعات العلنيّة.
يبقى الأكثر أهمّيّةً هو احترام قدرات الطّفل، مثلًا: عندما يعبّر عن التّعب، لا نتجاهل الأمر ونُكمِل التّسوّق. لأنّ تلك هي إشارةٌ مباشرةٌ إلى نوبة غضبٍ شديدٍ في طَوْر الغليان.
