أحيانًا، يشكو الوالدَيْن منِ احتدام الشّجار بين الأشقّاء وتحويل البيت إلى ساحة عراكٍ. وهذا أمرٌ طبيعيٌّ!
طباع وخِصال كلّ طفلٍ تختلف عن الأُخرى. نوع اللّعب وطريقته ووقته، الألوان، طريقة التّعامل مع الأمور كلّها اختلافاتٍ. ولكنّها قد تخلق بعض التّوتّرات بين الأشقّاء، وتتطوّر إلى شجارٍ دائمٍ يسبّب اضطرابًا فى علاقاتهم مع بعضهم بعضًا. لذا، من المهمّ أن ننتبهَ إلى بعض النّقاط حتّى نعالجَ الأمر في هدوءٍ ورِفقٍ.
أسباب الشّجار:
- تمييز أحد الوالدَيْن أو كلَيْهما لأحد الأطفال على حساب الآخر من دون قصدٍ، وينتج عنه التّفرقة في التّعامل مع الأبناء.
- إظهار تعلُّقٍ زائدٍ، والّذي قد يطغى على أحد الأطفال.
- تعارُض رغبات الأطفال، فكلّ واحدٍ يسعى إلى تحقيق رغباته فى المقام الأوّل، ويُترجَم هذا على أنّه أنانيةٌ والرّغبة في الاستحواذ على الاهتمام والرّعاية المكثّفة من الوالدَيْن.
- شجار الأبوَيْن علنًا قد ينعكس بدوره على احتدام الشّجار بين الأبناء.
الشّجار أمرٌ طبيعيٌّ، وبالتّأكيد لا يُمكن مَنْعه إلّا أنّنا يُمكن التّخفيف من حدّته والتّعامل معه:
- التّركيز على قيمة التّرابط العائليّ، وذلك من خلال قضاء وقتٍ كافيٍ لأفراد العائلة الواحدة ويتحقّق هذا على سبيل المثال بتناوُل الطّعام على مائدةٍ واحدةٍ، التّنزّه والتّسامر معًا والتّجمّع حول نشاطٍ مشتركٍ مثل القراءة أو لعبةٍ يحبّونها؛ يتجمع فيه الأبناء وإعلاء قيمة الحبّ واحترام الاختلاف فى وجهات النّظر من دون التّقليل من شأن أحدهم لحساب الآخر.
- مَدْح السّلوك الإيجابيّ وتعزيز قيمة التّعاون في ما بينهم.
- عدم التّفرقة أوِ التّمييز فى المعاملة والرّعاية بين الأبناء على أساس النّوع أوِ التّفوّق أوِ الجندر أو لأيّ سببٍ...
- عدم التّدخّل بطريقةٍ مباشرةٍ في الشّجار بين الإخوة، بل تدريبهم على حلّ مشاكلهم واختلافهم في ما بينهم وعدم اللّجوء إلى التّوبيخ أوِ العقاب؛ فهذا يؤصّل مفهوم الشّجار ويقوّيه.
- تجنُّب إلقاء اللّوم على طرفٍ من الأطراف، لأنّه بذلك نكون قد صعَّدنا الشّجار في ما بينهم، كما أنّه يُشعِر الطّفل أنّ الأمّ أوِ الأب قد أخذا دور الشّاهد والحكم أوِ القاضي بينهم، بل التّحلّي بالحياديّة والإنصات للأطراف كلّها بالقَدْر نفسه من الاهتمام والرّعاية.
- عدم المقارَنة بين سلوك الطّفل وسلوك الأطفال الآخرين، فهذا يقلّل الثّقة بالنّفس. كذلك الأمر بالنّسبة إلى طبيعة علاقته مع إخوته كأن نقولَ له اُنظرْ إلى ابن جيراننا هو لا يتشاجر أبدًا مع أخته!
أخيرًا، من الطّبيعيّ أن يحدُثَ الشّجار، ولكن من المهمّ ألّا يُصبحَ روتينًا يوميًّا أو سببًا لتوتُّر المنزل وانزعاجنا كأهلٍ.