يعني اضطرار الأهل للنّزوح أنّ العائلة تعرّضت لضغوطٍ وأحداثٍ مؤلمةٍ دفعتها إلى اتّخاذ هذا القرار. ولا شكّ أنّ ذلك يعني أنّ الظّروف ستترك أثرًا سلبيًّا على الصحّة النفسية للطّفل. وتشملُ هذه الانعكاسات مجموعةً من المشاعر والانفعالات التي تنتاب الطّفل بالإضافة إلى التغيّرات في السّلوك والأفكار.
الخطوة الأولى للحدّ من الآثار السلبيّة للنّزوح على الطّفل هي معرفة هذه الانعكاسات وتحديدها.
تقدّم إليكم "أرجوحة" مجموعةً من الانعكاسات السلبيّة التي تؤثّر على الطّفل النّازح:
- مشاعر غير مريحة: يمكن أن تنتاب الطّفل مشاعر سلبيّة حادّة وغير مريحة مثل القلق والخوف والحزن والغضب. وهي مشاعر طبيعيّة تنتج عن تجارب غير سارّة يعيشها الطفل مثل النّزوح أو الأوضاع الأمنية السيّئة أو حتى مشاهدة أخبار العمليات الحربية. وقد تسبّب هذه المشاعر الحادّة أحيانًا نوبات بكاء وغضب.
- الوحدة والغربة: نتيجة النّزوح، يضطرّ الطّفل لتوديع أقاربه وأصدقائه وألعابه ومنزله الذي يحبّ، لينتقل إلى مكانٍ جديدٍ ربّما يعيش فيه مع أشخاصٍ غرباء ممّا قد يسبب للطّفل مشاعر الوحدة والعزلة والغربة.
- انخفاض جودة النّوم: عندما ينام الطّفل على غير سريره وفي مكانٍ جديدٍ، بينما تنتابه مشاعر حادّة، قد تنخفض جودة نومه. ومن الممكن أن تزداد المشكلة سوءًا إذا كان مكان نوم الطّفل خلال النّزوح غير مريح. يمكننا أن نستدلّ على انخفاض جودة نوم الطّفل من خلال الأرق، الكوابيس، الاستيقاظ ليلًا...
- تغيّرات في عادات الأكل: يفرض النّزوح على الأسرة أن تغيّر الكثير من عاداتها ومن تلك العادات كيفية إعداد الطّعام. في أغلب حالات النزوح، يفقد الأهل القدرة على تأمين طعامٍ مناسبٍ للطّفل، كما ويمكن أن تتأثّر شهيّة الطّفل سلبًا بسبب الظّروف.
- تغيّرات في سلوك الطّفل: يعتبر السّلوك من الأمور التي تتأثّر بسهولةٍ جرّاء المستجدّات التي تطالُ حياةَ الطّفل، فمن الممكن أن يتجنّب الاختلاط بالآخرين أو قد تزداد حركته بسبب فرط النّشاط أو قد نلاحظ عليه تصرّفات عدوانيّة...
على الرّغم من أنّ النّزوح يسبّب المتاعب للأهل ويشغلهم إلّا أنّنا نؤكّد على أهمّيّة دورهم في الحفاظ على صحّة الطّفل النفسيّة، فإدراك آثار النّزوح والمسارعة للتخفيف من وطأتها بأيّ طريقة مهما كانت بسيطة، من شأنه أن يساعد الطّفل على تخطّي الصّعاب بشكلٍ أفضل.
تتمنّى "أرجوحة" لجميع النّازحين عودةً آمنةً.