في ظلّ التّطوّر التّكنولوجيّ المتسارع يُقبِل الأطفال على اقتناء الهواتف الذّكيّة الّتي أصبحت تلازمهم مثل الظّلّ، فهي تستهلك وقتًا لا بأس به من يومهم، حيث يتفاعلون مع التّطبيقات والألعاب الإلكترونيّة وتلتهم اهتمامهم ووقتهم، بل وقد تعتمد بعض الأمّهات على الهواتف والشّاشات لإلهاء الطّفل.
كيف تؤثّر الشّاشات سلبًا على الطّفل؟
1 ـ تُسهِم في خَلْق هُوّةً بين الطّفل ومحيطه العائليّ، تُضعِف ترابطها، وتعزّز الشّعور بالوحدة والعزلة نتيجة استخدام الطّفل المفرِط للشّاشات ما يُفقِده التّواصل مع الآخرين حتّى ولو كانوا يشاركونه الغرفة نفسها.
2 ـ قد تسبّب الشّاشات اضطرابًا في إفراز هرمون الميلاتونين الّذي يساعد على النّوم، ما يخلق اضطراباتِ النّوم والأرق بسبب السّاعات الطّويلة الّتي يقضيها الطّفل في استخدامها، والكوابيس بخاصّةٍ إذا كان الطّفل يتابع مشاهدَ دمويّةً أو يلعب ألعابًا عنيفةً.
3 ـ قد يعانى الطّفل من آلامٍ عدّةٍ تطال أعضاءً وأجزاءً مختلفة من جسده: العنق ، أسفل العمود الفِقريّ، العينين، اليدين والإصابة بالصّداع أيضًا.
4 ـ قد يتأثّر التّحصيل الدّراسيّ والمعرفيّ للطّفل، وقد يعاني صعوباتٍ في التّعلّم، إضافةً إلى صعوباتٍ في التّواصل مع الآخرين واستخدام مهارات الذّكاء العاطفيّ والاجتماعيّ.
كيفيّة مواجَهة خطر الهواتف الذّكيّة؟
1- قد تبدو نصيحةً: أن نشغلَ وقت فراغ الطّفل بأنشطةٍ حركيّةٍ مثل ممارسة الرّياضة، أو تفاعليّة مع الآخرين مثل القراءة والرّسم والتّلوين نصيحةٌ صعبة التّحقيق. ولكن، حتّى نستطيعَ تطبيقها علينا أن نعرفَ حقًّا ما يستهوي الطّفل، حتّى نتأكّدَ أنّ هذا النّشاط سيفي بالغرض ويُبقيه متحمّسًا له!
2- نتّفق مع الطّفل على ساعاتٍ محدَّدةٍ منَ استخدام الشّاشة، نُعطيه الخيار باختيار الوقت مع الحرص ألّا يكونَ قبل النّوم أو بعد الاستيقاظ مباشرةً.
3- نتذكّر أنّ لاستخدام الهواتف الذّكيّة جوانبَ إيجابيّةً، من المهمّ الاستفادة منها بالطّرائق الصّحيحة، مثل: التّعلّم واكتساب معارفَ جديدةٍ ومهاراتٍ مختلفةٍ، وحتّى التّواصل مع الأصدقاء عند صعوبة الالتقاء.
4- كأهل، نحاول أن نكونَ نموذجًا للطّفل، لا نقضي وقتنا كلّه على الهاتف، أو نُشعِره أنّها وسيلتنا الوحيدة للتّواصل أوِ التّرفيه، بل نثبت له أنّه بإمكاننا قضاء وقتٍ ممتعٍ معًا كعائلةٍ أو أفرادٍ من دون استخدام الهاتف.
لأنّ السّلوك مكتسَبٌ.
5- في خلال النّزهات العائليّة، التّسوّق، إنجاز الأمور المنزليّة أوِ الجلسات العائليّة؛ لا نستخدم الهواتف أبدًا، يُمكننا تشغيل بعض الموسيقى. ولكن، عدا عن ذلك فَلْنستمتعْ بهذه اللّحظات، ونستثمر أيّ فرصةٍ تجمع العائلة معًا من دون تطفُّل الشّاشات.
أخيرًا، أن نمنعَ الطّفل من الشّاشة هو أمرٌ شبه مستحيلٍ، بخاصّةٍ إذا ما كانت وسيلةً من وسائل التّعلّم في المدرسة. ولكن، أن نتحكّمَ في ساعات الاستخدام هو أمرٌ ممكنٌ وضروريٌّ.