كم مرّةً قمنا بمقارنة الطّفل بصديقه المقرّب، أو بابن خالته، أو حتّى بإخوته الأكبر أوِ الأصغر سنًّا. وذلك لتحفيزه للقيام بسلوكٍ معيّنٍ، أو للَفْت نظره إلى خطأٍ أو تصرُّفٍ ما. وعادةً ما تكون تلك المقارنة بطريقةٍ سلبيّةٍ. وقد تكون أخطرها على الطّفل وأكثرها إزعاجًا، تلك المقارَنة الّتي تكون مع إخوته، وذلك لأنّه باحتكاكٍ يوميٍّ معهم ويتشاركون بتفاصيل حياتهم كلّها.
لذا، تودّ "أرجوحة" لَفْت نظر الأهل ومقدِّمي الرّعاية إلى مقارَنة الطّفل الممتلىء أوِ البدين بأخيه الأنحف، بشكلٍ خاصٍّ في خلال هذا المقال، وتأثيرها على سلوكيّاته الغذائيّة.
وذلك من خلال:
- مقارَنة سلوكيّات الطّعام بين الإخوة إن كان بمقارنة الكمّيّة أوِ النّوعيّة الّتي يتناولها كلّ واحدٍ منهما.
- السّماح للأخ الأنحف بأن يأكلَ أكثر ونسمحَ له بالمزيد من الحلويّات أوِ الموالح، بحجّة أنّ جسمه نحيفٌ ومتناسقٌ، بينما نمنع الطّفل الممتلئ عنها لأنّ جسمه باعتقادنا، لا يسمح له بهذا النّوع من المأكولات.
كيف تؤثّر هذه المقارنة؟
- قد تخلق نوعًا من الغيرة بين الإخوة والشّعور بأنّ أخيه أجمل أو محبوبٌ أكثر منه.
- قد تشوّه صورته أمام نفسه، وتضعف ثقته بنفسه.
- قد تُشعِره بالظّلم، كونه يشعُر بالحرمان بعكس أخيه.
- قد تنمّي لديه سلوكيّاتٍ غذائيّةً سلبيّةً كأن يأكلَ سرًّا عند غياب أهله، أو سيأكل بكمّيّاتٍ كبيرةٍ وحتّى زائدةٍ عن قدرته كنوعٍ من الانتقام منهم.
- قد يشعُر بالذّنب ويلوم نفسه، لأنّه ممتلىءٌ أو بدينٌ، أو لأنّه لا يستطيع المحافظة على وزنه بعكس أخيه.
- قد تطوِّر لديه اضطراباتٍ غذائيّةً في وقتٍ لاحقٍ.
تذكِّر "أرجوحة" بضرورة الانتباه إلى التّعليقات الّتي نقدّمها إلى الطّفل، لأنّها قد تؤدّي إلى تأثيرٍ سلبيٍّ طور نموّ شخصيّة الطّفل، وقد تترك جروحًا نفسيّةً أثرها قد لا يزول.
