عندما يتعرّض الطّفل للتّنمّر بسبب شكله الخارجيّ، فإنّ ذلك يضعه في موقفٍ حَرِجٍ ويولّد لديه الشّكّ عن شكله والأسئلة الّتي يطلب فيها تأكيدًا على استحسان شكله.
لذلك، تقدّم إليكم «أرجوحة» مجموعةً من النّصائح الّتي تساعدكم على التّعامل مع هذه المشكلة:
- تقويم مدى تأثير التّنمّر على الطّفل: إذا عَلِمنا أنّ الطّفل سَبَقَ أن تعرّضَ للتّنمّر أو لا يزال، من الضّروريّ أن نقوِّمَ حجم التّأثّر والضّرر. نبدأ بمعرفة المزيد عمّا حصل، ما يسهّل علينا مساعدة الطّفل. لذلك، نحاول أن نعرفَ ما إذا كان التّنمّر قد حصل مع طفلٍ واحدٍ أو مجموعةٍ قد سبّبت له الإحراج؟ هل كان أمام الآخرين أم أنّه تمّ على انفرادٍ؟ أيّ جزءٍ من جسمه هو سبب التّنمّر؟ مَنْ يكون المتنمّر بالنّسبة إلى الطّفل؟
ويُمكن أن نعرفَ هذه المعلومات من خلال الحوار مع الطّفل أو سؤال شخصٍ كان حاضرًا في أثناء الحادثة مثلًا.
- ليس كلّ ما يقوله الآخرون حقيقيًّا: هنا نُخبر الطّفل أنّ الكلام الصّادر عن شخصٍ ما ليس بالضّرورة أن يكونَ حقيقيًّا ولا يمثّل الواقع، بل في كثيرٍ من الأحيان يُخطئ النّاس في وُجُهات نظرهم، وأحيانًا قد يجهلون الحقيقة ما يدفعهم إلى الحديث بطريقةٍ سلبيّةٍ ومزعجةٍ. مثلًا، نحن لو قلنا للطّاولة إنّها خزانةٌ وكرّرنا لها الجملة مرارًا وتكرارًا: «أنتِ خزانةٌ... أنتِ خزانةٌ...»، فهذا الكلام لن يجعلَها خزانةً أبدًا.
- ليس كلّ ما نفكّر به هو صحيح: من المحتمَل أن يصدّقَ الطّفل ما يقوله له الآخرون ويُصبح مقتنعًا أنّ أنفه أو لون بشرته قبيحان مثلًا، ويُمكن أن نرصدَ هذه الحال لدى الطّفل الّذي يشكّك في شكله الخارجيّ ويطلب التّأكيد باستمرارٍ عن أنّ شكله مقبولٌ.
نقول للطّفل إن الأفكار الّتي أحدّث نفسي بها ليست بالضّرورة أن تكونَ حقيقيّةً، وقد تكون وجهة نظري خاطئةً عن نفسي أو قد تشوّشت صورتي عن شكلي بسبب ما تعرّضتُ له من مضايقاتٍ.
- السّعي إلى المثالّية: ونؤكّد للطّفل أن لا أحدَ يستطيع أن يكونَ مثاليًّا، فهذا شيءٌ ليس موجودًا في الحقيقة. لا شيءَ يمنعنا من أن نكونَ جميلين إذا لم نكُنْ مثاليّين.
يشكّل الأهل مصدر الأمان والدّاعم الأوّل للطّفل في الأوقات كلّها. إذ لا شكّ أنّ احتواء الأهل للطّفل وتقديم الحبّ والتّأكيدات له يساعده على مواجَهة مشاكله.