.
إنّ التّكلُّم عن الحياة الجنسيّة إلى طفلٍ قد يبدو أحيانًا أمرًا مستغرَبًا، بخاصّةٍ حين نقارب الموضوع من وجهة نظرنا كراشدين، لكنّ مفهوم الجنس عند الأطفال، لا يشبه الجنس عند الكبار أو حتّى عند المراهقين، وهوأساس للحياة الجنسيّة الّتي ستتطوّر لاحقًا.
كيف نتفاعل مع أسئلة أطفالنا الجنسيّة؟
- بدايةً، نسأل الطّفل عن ما يعرفه حول هذا الموضوع، فنعرف كيف وبماذا يفكِّر.
- نتذكّر دائمًا، أنّه حوارٌ مهمٌّ بحيث نتشارك والطّفل الأفكار، الآراء والتّساؤلات، مهما كانت وكيفما كانت.
- نتفهَّم أنّ لدى الطّفل أسئلةً جنسيّةً قد يطرحها منذ عمر الـ3 سنواتٍ (مثل: «هل لدى ماما عَضوٌّ ذكريٌّ؟»).
- نشجّع الطّفل على طرح تساؤلاته، ونرحّب بها، نفهمها ونقبلها.
- العائلة هي المصدر الأول للمعلومات، فلنجعلَها صحّيّةً ومصدرَ ثقةٍ له.
- نُجيب الطّفل عن أسئلته بما يتناسب مع عمره، ولا داعي للتّفصيل هنا، لأنّ الأكثر أهمّيّةً يبقى تقديم المعلومة الصّحيحة والمباشرة فقط.
- نحرص على عدم إشعار الطّفل بالخجل من فضوله، ونتجنّب رَبْط الجنس والأسئلة الجنسيّة، بالمحرَّمات، والعيب والعار المجتمعيّ.
- نتجنّب قول العبارات التّالية: "عيب"، "مَنْ علّمك هذا الكلام؟"، "لا زلتَ صغيرًا"، لأنّها تزيد من فضول الطّفل، وقد يبحث عن مصدرٍ آخر يزوّده بالمعرفة والّتي قد تكون خاطئةً أو مشوَّهةً.
- نحترم اكتشاف الطّفل لجسده في هذه المرحلة العمريّة، وملاحظة الفروقات بينه وبين الجنس الآخر، وهذا الاكتشاف يثير دهشته، أسئلته وحديثه.
- نستخدم لغةً مناسِبةً، فنعلّم الطّفل الأسماء الصّحيحة لأجزاء الجسم كلّها، بما في ذلك أسماء الأعضاء التّناسليّة. هذا يساعده على التّواصل بشكلٍ أفضل إذا ما تعرّض للإساءة الجنسيّة. كما أنّ معرفة الطّفل أسماء أعضاء جسمه الحقيقيّة يوحي للمعتدين أنّ الطّفل يتمتّع بتربيةٍ جنسيّةٍ، وبالتّالي هو ليس ضعيفًا ويعرف كيفيّة حماية نفسه أو التّبليغ عن الاعتداء الّذي قد يتعرّض له.
- نناقش مع الرّاشدين المتواجِدين في حياة الطّفل أهمّيّة التّربية الجنسيّة منذ سنٍّ مبكرةٍ، بخاصّةٍ أنّه غالبًا ما يتوجّه إليهم بأسئلته الحميمة.
أخيرا، تُذكِّر "أرجوحة" بأنّ التّربية الجنسيّة هي أساسيّةٌ وجُزءٌ من دورنا كأهلٍ ومقدِّمي رعايةٍ، وتؤكِّد على أهمّيّة إيصال المعلومات بشكلٍ واضحٍ، مكتملٍ وسليمٍ للطّفل.