المقارنة بين الأطفال في المدرسة ظاهرة شائعة بين الأهل، وغالبًا ما تحصل بنيّة التحفيز أو التشجيع. لكن في الواقع، قد تؤدّي هذه المقارنة إلى آثار سلبية عديدة على الطفل، وتضرّ بثقته في نفسه وحبّه للتعلّم. ومن شأن فهم أسباب المقارنة وأضرارها أن يساعد الأهل على تبنّي أساليب أكثر صحّة ودعمًا لأطفالهم.
مخاطر مقارنة الطفل بالآخرين
- الإحباط وفقدان الثقة في النفس
عندما يشعر الطفل أنّه دائمًا في سباق مع الآخرين، وهناك توقّعات عالية من أدائه المدرسي، الاجتماعي، سيشعر بالفشل ويقلّ تقديره لذاته عند أوّل خطأ أو عثرة. قد يرافقه هذا الشعور سنوات طويلة.
- الضغط النفسي والقلق
الأطفال الذين يُقارنون باستمرار يعيشون حالة دائمة من القلق خوفًا من الإحباط أو اللوم، ما يؤثر على أدائهم الدراسي والاجتماعي، وصحّتهم النفسية، وطريقة رؤيتهم للعالم، والآخرين، وأنفسهم.
- ضعف الحافز الداخلي للتعلّم
بدلًا من التعلّم بدافع الفضول أو المتعة، يدرس الطفل فقط لتجنّب الخجل أو العقاب، ممّا يحوّل التعلّم إلى عبء.
- العلاقات الاجتماعية المشوّهة
المقارنة تجعل الطفل يتنافس مع أقرانه بدل التعاون معهم، وقد يشعر بالغيرة أو الحقد تجاه الآخرين.
- إضعاف التفرّد والمهارات الفردية
يمتلك كلّ طفل مواهبه وقدراته الخاصّة، ومن شأن المقارنة أن تعمي العين عن تقدير تفرّده، وتثبطه عن تطوير نقاط قوّته.
كيف نمتنع عن المقارنة ونشجّع الطفل بطريقة صحّية؟
- نركّز على الجهد والإنجاز الشخصي بدل الأرقام والدرجات.
- نمدح الطفل على تطوّره الفردي، مهما كان صغيرًا.
- نشجّع حب الفضول والاكتشاف بدلًا من التركيز على التفوّق على الآخرين.
- نستخدم أسلوب الأسئلة التحفيزية: "ما الذي استمتعت بتعلّمه اليوم؟" بدلًا من: "هل حصلت على العلامة الأعلى؟"
- نعترف بأنّ كلّ طفل مختلف من حيث القدرات والصفات والمهارات، وما يناسب الآخر قد لا يناسب طفلي، والعكس صحيح. ننمّي قدرات الطفل، نسعى إلى الأفضل ولكن لا نضع توقّعات مثاليّة عليه.
المقارنة بالأقران ليست أداة تحفيز فعّالة، بل غالبًا ما تكون سببًا للضغط النفسي، والإحباط، وتراجع الثقة في النفس. التركيز على الجهد، والفضول، والتميّز الفردي يمنح الطفل مساحة لينمو ويحبّ التعلّم بحرّية وسعادة، ويصبح مستعدًّا لمواجهة تحدّيات المدرسة بثقة واستقلالية.