في كثير من البيوت، تتحوّل الدراسة إلى سباق مع العلامات والدرجات. يكبر الطفل وهو يربط قيمته الشخصية بما يحقّقه في الامتحان. ومع الوقت، قد يصبح الخوف من الفشل أقوى من رغبته في التعلّم، فيفقد الطفل شغفه بالدراسة. السؤال الذي يواجهنا كأهل هو: كيف نغيّر هذا المسار ونزرع في أطفالنا حبّ التعلّم بدل الخوف من النتائج؟
ما خطورة التركيز فقط على العلامات؟
- يربط الطفل نجاحه بقيمة رقمية محدّدة.
- يفقد فضوله الطبيعي للتجربة والاكتشاف.
- يشعر بالضغط والقلق قبل كلّ امتحان.
- قد يختار الغش أو الطرق السهلة للحصول على علامات عالية.
- يفقد ثقته في نفسه عند أي تعثّر.
خطوات عملية لزرع حبّ التعلّم:
- التركيز على الجهد لا النتيجة
نمدح محاولات الطفل واجتهاده بدلًا من العلامة النهائية. جملة مثل: "أعجبني أنّك درست بجد" أهم من: "أحسنت، لقد حصلت على 20/20".
- إبراز متعة التعلّم
نربط الدراسة بالمتعة: تجارب علمية بسيطة في المطبخ، قراءة قصص ممتعة مرتبطة بالمواد التعليمية، مشاهدة فيديوهات، تثري الدرس.
- تقبّل الأخطاء
نذكّر الطفل أنّ الخطأ جزء من عملية التعلّم، وأنّ كل تعثّر هو فرصة لفهم جديد، وليس سببًا للشعور بالذنب أو الخوف.
- طرح الأسئلة بدل الأوامر
بدل أن نقول: "اذهب ذاكر"، يمكن أن نسأل: "ما أكثر شيء أثار فضولك في درس اليوم؟"، فنحفّزه على التفكير بدل التلقين.
- تجنّب المقارنة
نتجنّب مقارنة الطفل بأخوته أو زملائه. فالمقارنة تزرع الغيرة والإحباط في نفسه، بينما التشجيع الفردي ينمّي الثقة.
- مكافأة الفضول والبحث
إذا طرح الطفل سؤالًا خارج المنهج، نشجّعه ونبحث معه عن الإجابة. يعزز ذلك فكرة أنّ التعلّم رحلة وليس سباقًا.
- التركيز على تنوّع القدرات
ليس كلّ طفل بارع في الرياضيات أو اللغات. بعضهم يبدع في الفنون أو في التفكير النقدي أو في العلاقات الاجتماعية. إبراز هذه الجوانب يُشعر الطفل بقيمته بعيدًا عن العلامة.
العلامات جزء من المسار التعليمي، لكنّها ليست الهدف الأسمى. عندما نعلّم أطفالنا أنّ المعرفة رحلة ممتعة، وأنّ الأخطاء محطّات ضرورية للنموّ، نمنحهم الدافع الداخلي للتعلّم. فالطفل الذي يتعلّم بدافع الفضول والحب، سيبقى باحثًا ومكتشفًا مدى الحياة، وليس فقط حتى ينتهي من آخر امتحان.