عشيّة بداية العام الدراسي، تنشغل معظم العائلات بتحضير أطفالها: من شراء الحقيبة والكتب واللباس المدرسي إلى تنظيم النوم والطعام وغير ذلك. غير أنّ العودة إلى المدرسة لا تخصّ الطفل وحده، بل تشمل الأهل أيضًا. فالمدرسة لا تغيّر فقط يوميات الصغار، بل تفرض إيقاعًا جديدًا على البيت بأكمله، بما فيه من تفاصيل ومهام ومسؤوليّات.
روتين مختلف يبدأ بالنوم والاستيقاظ:
أوّل ما يتبدّل مع العودة إلى المدرسة هو مواعيد النوم والاستيقاظ. فبعد صيف طويل مليء بالسهر والتأخير، يجد الأهل أنفسهم مضطرّين للنوم أبكر من المعتاد ليستيقظوا مع أطفالهم. وقد يرافق هذا التغيير، شعور بالتعب أو الإرهاق في الأيام الأولى، لكنّه جزء طبيعي من عملية الانتقال إلى الروتين الجديد.
مسؤوليات إضافية يومية:
المدرسة تضيف مهامًا يومية إلى جدول الأهل:
- إيصال الطفل من وإلى المدرسة، وهو ما قد يستلزم تعديل ساعات العمل أو التنقّل.
- مساعدته في أداء واجباته المدرسية، وتخصيص وقت للمتابعة معه.
- تحضير علبة الطعام Lunch box)) في الصباح الباكر.
- إعداد الغداء مبكرًا ليتوافق مع موعد عودة الطفل.
هذه التفاصيل الصغيرة قد تبدو مرهقة حين تتكدّس، لكنها تصبح مع الوقت جزءًا من الروتين الطبيعي للعائلة.
تغييرات في الخطط الشخصية:
لا تقف التأثيرات عند المهام المنزلية. فحتى جداولنا الشخصية تتغيّر. قد نضطرّ إلى مغادرة العمل قبل انتهاء الدوام لنلحق أطفالنا، أو نؤجّل مناسبة اجتماعية لأنّ لدى الطفل اختبارًا مهمًّا أو نشاطًا مدرسيًا. حياتنا، ببساطة، تبدأ بالدوران حول تقويم المدرسة.
الجانب العاطفي للأهل:
غالبًا ما نركّز على مشاعر الطفل تجاه المدرسة: هل هو متحمّس، متوتّر، خائف؟ لكن من المهم أيضًا أن نلتفت إلى أنفسنا كأهل. قد نشعر بالتعب، أو بالضغط، أو حتى بالذنب لأنّنا نعتبر ما نقدّمه غير كافٍ. هذه المشاعر ليست ضعفًا، بل طبيعية جدًا. فهي انعكاس لتحمّلنا مسؤوليات إضافية، ولسعينا الدائم إلى التوفيق بين أدوارنا المختلفة.
نصائح للتأقلم بشكل أفضل:
- ابدأوا التغيير تدريجيًا: نعيد ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ قبل أيّام من بداية المدرسة.
- خططوا مسبقًا: نحضّر علبة الطعام أو الوجبات من الليلة السابقة لتخفيف ضغط الصباح.
- شاركوا المسؤوليات: يمكن تقسيم المهام بين الأهل أو حتى إشراك الطفل بما يتناسب مع عمره.
- امنحوا أنفسكم وقتًا: التكيّف مع الروتين الجديد لا يحدث في يوم أو يومين، بل يحتاج إلى أسابيع.
- تقبّلوا التعب: الإرهاق طبيعي، ولا يعني أنّكم لا تقومون بواجبكم.
في النهاية، صحيح أنّ الطفل هو من يعيش يوميّات المدرسة بشكل مباشر، لكنّ الأهل يخوضون رحلة موازية، مليئة بالمهام والمشاعر والتغييرات. العودة إلى المدرسة هي عودة العائلة كلّها إلى إيقاع جديد. ومع قليل من التنظيم وكثير من التفهّم، يصبح هذا الإيقاع فرصة لبناء عادات صحية، وتنظيم أفضل للوقت، وحتى تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة.