Instagram Facebook YouTube

دور الأب في التربية.

وجود الأب بالقرب من الطفل يمنحه شعورًا عميقًا بالأمان والاستقرار. فحضوره العاطفي يساعد الطفل على مواجهة الحياة بثقة أكبر. مع الابنة تحديدًا، يرسّخ الأب ثقتها في نفسها، ويؤثّر إيجابًا في علاقاتها المستقبلية. أمّا مع الابن، فيصنع له نموذجًا واقعيًا للرجولة المبنيّة على الاحترام والتعاطف.

 

الأب في مرحلة الطفولة:

عندما يُظهر الأب حنانًا حقيقيًا، يشعر الطفل بقيمته الذاتية من دون شروط. هذا الاحتواء العاطفي يعلّم الأبناء التعبير عن أنفسهم بوضوح، ويطوّر قدرتهم على فهم مشاعر الآخرين. الطفل المدعوم عاطفيًا من أبيه هو أكثر قوّة في مواجهة ضغوط الحياة وتجاوزها.

بناء مساحة آمنة للحوار:

الحوار الصادق والمستمرّ هو العمود الفقري للعلاقة الناجحة بين الأب والطفل. حين يخصّص الأب وقتًا منتظمًا للحوار مع الطفل، من دون أن يشعر الأخير بالخوف من الأحكام أو النقد، ويستمع الأب بإنصات، ويتفاعل بتعاطف، يشعر طفله بالأهمية والتقدير، فتتعزّز ثقتة الطفل في أبيه وفي نفسه على حد سواء.

 التوازن بين الحزم والحنان:

التربية المتوازنة هي مزيج من السلطة والرحمة. الحزم الزائد يُشعر الطفل بالضيق وقد يدفعه إلى التمرّد، بينما اللين الزائد يؤدّي إلى التسيّب. الأب الناجح هو الذي يشرح سبب قواعده بوضوح وهدوء، ويحرص على إظهار محبّته عند التوجيه والتصحيح، من دون تنازل عن المبادئ الأساسية أو تجريح.

 تأثير غياب الأب أو انشغاله:

يترك غياب الأب آثارًا نفسية وسلوكية واضحة، أبرزها شعور الطفل بالفراغ العاطفي والنقص في الأمان، ما يدفعه إلى البحث عن البدائل أحيانًا بشكل سلبي. ومن نتائج غياب الأب: انخفاض التحصيل الدراسي، الصعوبة في تكوين علاقات صحّية، سلوكيات سلبية...

 التعاون مع الأم لتربية متكاملة:

التربية المتكاملة هي شراكة متينة بين الأب والأم. انسجامهما في الأهداف والأساليب يرسي جوًّا تربويًّا مستقرًّا. عندما يتعاون الأب مع الأم ويكمل كلّ منهما دور الآخر، يمنحان الطفل بيئة مثالية لنموّ شخصية متوازنة وقويّة، ويقلّلان من احتمالات التناقض أو الارتباك في توجيه الطفل.

 

بناء علاقة عميقة بين الأب والطفل يؤسّس لأسرة مستقرّة حيث يؤدّي الأب دورًا محوريًا لا يمكن تعويضه بسهولة.

 

الكاتب
.مايا عزّ الدين اخصائية في التربية الايجابية

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم