بين عمر ثلاث وخمس سنوات، يتطوّر الأطفال بشكل ملحوظ سلوكيًا وعاطفيًا وانفعاليًا ومعرفيًا، وهو ما يجعل هذه المرحلة غنيّة بالفرص والنمو. لكنها قد تأتي أيضًا مع بعض التحدّيات الطبيعية الناتجة من مرور الأطفال بفترات حسّاسة من النمو. والتغيير جزء أساسي من نموّ الأطفال، ويمكّننا كأهل أو مقدّمي رعاية من أن نُحوّل هذه التحدّيات إلى فرص لتطوير مهاراتهم واستقلاليّتهم. في هذه المقالة نقدّم لكم حلولًا عملية للتعامل مع أبرز التحدّيات في هذه المرحلة، والتي قمنا بشرحها في مقال سابق.
دعم الطفل في الفترات الانتقالية:
- نشرك الطفل في المهام اليومية ونقدَم الخيارات المناسبة لعمره. على سبيل المثال، نسأله: هل تفضّل ارتداء الحذاء الأسود أم الأزرق؟ قد يعزّز ذلك استقلاليّته مع الحفاظ على التوجيه.
- نستخدم عبارات مشجّعة مثل، ما أروعك، أحسنت، إنك تبذل جهدًا رائعًا.
- نحتفل مع أطفالنا بالإنجازات الصغيرة.
دعم الانتباه والتركيز :
نستخدم الألعاب البسيطة المصنوعة من مواد متاحة أو الأنشطة التي تعتمد على الطبيعة مثل جمع الأوراق أو الحجارة لتطوير ألعاب تصنيف أو مطابقة.
- نقسم المهام إلى خطوات صغيرة مع تقديم تعليمات واضحة لمساعدة الطفل على التركيز من دون الشعور بالإرهاق.
- نخصص فترات راحة وحركة بين الأنشطة لمساعدة الطفل على تجديد انتباهه.
- نشجَع الطفل على الاحتفال بإنجازاته الصغيرة لتعزيز ثقته في نفسه وتشجيعه على الاستمرار.
- ندمج التعلّم في أنشطة اللعب مثل قراءة القصص الممتعة أو الألعاب التفاعلية لتحفيز انتباه الطفل.
- نستخدم جداول زمنية مرئية لمساعدة الطفل على فهم ما ينتظره من مهام.
- نختار ألعاب تتطلّب تركيزًا مثل تركيب "البازل" أو ألعاب الذاكرة لتحفيز انتباه الطفل.
تطوّر اللغة المحكيّة:
لتمكين الطفل من تطوير مهاراته اللغوية ودعمه في هذه المرحلة، يمكننا القيام بما يلي:
- نمنحه وقتًا كافيًا للتعبير عن نفسه من دون مقاطعته أو إنهاء جملته.
- نستخدم كلمات بسيطة وجمل قصيرة يسهل على الطفل فهمها.
- نتحدَث مع الطفل بشكل مستمرّ ونعطيه الفرص للتعبير عن أفكاره.
- نقرأ القصص معًا بصوت مرتفع لتعزيز مفردات الطفل ومهاراته التعبيرية.
- إذا واجه الطفل صعوبة في التعبير، نساعده في تكرار الجملة بشكل صحيح ونشجّعه على المحاولة مرة أخرى.
- نحاول التحلَي بالصبر عندما يواجه الطفل صعوبة في التعبير ولا تتسرّعوا في تقديم الجواب أو الاستنتاج.
- نستخدم الألعاب التفاعلية التي تشجّع الطفل على التفاعل بالكلمات، مثل الألعاب التي تعتمد على الأسئلة أو المواقف.
- نخصَص وقت يومي للقراءة مع الطفل، مع تشجيعه على وصف الصور والتفاعل مع القصة.
- نستخدم المحادثات اليومية لتوسيع مفرداته، مثل: "ما ألوان الإشارة الضوئية؟ ماذا نفعل عند ظهور اللون الأحمر في الإشارة؟ لماذا؟"
بالتأكيد يحتاج تطبيق هذه الحلول الى الوقت والمحاولة باستمرار، تذكروا، لا بأس ان لم ننجح من المرات الأولى!
تجدون الجزء الثاني من المقال مرفقاً أدناه.