في عالم مضطرب، نحن مصدر الأمان بالنسبة للطفل، لذلك من الضروري أن نحاول السيطرة على انفعالاتنا قدر الإمكان أمامه، وأحيانًا قد يكون الأمر شبه مستحيل ويحتاج إلى محاولات عدّة ليتحقق. وأثناء تعاملنا مع مشاعرنا، نتذكّر أنّ الطفل في حاجة لنا وبخاصّة في الظروف الصعبة كالحرب. إليكم بعض التذكيرات الضرورية التي من المهم أن نحاول أخذها في الاعتبار:
- نتجنّب الكذب على الطفل وطمأنته بأنّ لا شيء سيحصل هنا، إذ من الممكن القول: "سوف نفعل كل ما في وسعنا كي نبقى سويًّا بأمان ولدينا دائمًا خطط بديلة لحمايتك وحماية أنفسنا".
- نسأل الطفل عن مشاعره، ونشجّعه على التعبير عنها ونؤكّد له في كلّ مرّة أنّنا نصغي إليه جيّدًا، ونتجنّب قمع أي شعور سلبي أو فكرة سلبية أو خوف. ولا نفترض، أو نتوقع منه أن يكون "شجاعًا" أو بطلًا.
- نحاول قدر الإمكان ألّا نبتعد عن الطفل كثيرًا ولأسباب غير ضرورية، لأنّه قد يشعر بقلق الانفصال، لأنّ الطفل تلقائيًا أثناء الحرب يخاف من خسارة أهله أو عائلته.
- نحاول قدر المستطاع الحفاظ على الروتين اليومي للطفل ممّا يساهم في شعوره بالأمان وبالسيطرة.
- نخصّص وقتًا للّعب مع الطفل والقيام بأنشطة مشتركة نستمتع خلالها أيضًا، بالإضافة إلى المساعدة في الأعمال المنزلية أو العمل التطوّعي. اللعب مهم وأساسي بخاصة في الظروف الاستثنائية مثل الحرب.
- نتجنّب إبقاء التلفزيون مشغّلًا بشكل دائم. وننتبه لعدم تعريض الطفل للمشاهد القاسية والمؤلمة. هذا لا يعني إخفاء الحقيقة عنه، ولكن لا داعي لإظهار المشهد مصوّرًا بقسوة ووحشية، بالإضافة إلى الواقع الصعب الذي يعيشه الطفل.
- نشرح السياق التاريخي للأزمات بشكل مبسّط، مع التركيز على أنّ الأزمات الحادّة ليست دائمة ولها نهاية من الممكن العودة بعدها إلى الحياة الطبيعية، وذلك بهدف زرع الأمل والإحساس بوجود أفق مختلف عن الوضع الصعب الحالي.
- نركّز على مفهوم الصمود، وأنّ أيّة أزمة نمرّ بها، رغم صعوبتها، ستعزّز قوّتنا. نمنح الطفل الأمل في كلّ مرّة استطعنا ذلك، من دون الابتعاد عن الواقع.
- نعزّز القدرة على التخطيط لما بعد الأزمة من خلال سؤاله: "ما هو الشيء الأوّل الذي تحبّ فعله بعد نهاية الحرب". من المهم أن نتحدّث عن الحرب بأنّها فترة، وليست نمط حياتنا الدائم.
من المهم ألّا نتوقّع أن نكون مثاليين وأن نطبّق الإجراءات بطريقة مثالية، لأنّنا في حالة أزمة شديدة وقد نفقد نحن أحيانًا السيطرة على أنفسنا. أحيانًا يتصرّف الأهل بفطرتهم وقد يكون هذا التصرّف أفضل من أيّ شيء آخر. نتمنى لكم ولطفلكم الأمان والسلامة.