Instagram Facebook YouTube

النّزوح وشعور الطّفل بالأمان.

لا تترك الأسرة النّازحة خلفها منزلًا دافئًا وثيابًا مريحةً وأغراضًا خاصّةً فحسب، إنّما تترك كذلك السّكينة والهدوء والشّعور بالأمان.

مشاعر الاستقرار والأمان تؤثّر بشكل كبير في صحّة الطّفل النفسيّة، ولا يمكننا الحديث عن الّنزوح من دون الأخذ بعين الاعتبار إحساس الأسرة ككلّ بالأمان.

تقدّم لكم "أرجوحة" مجموعةً من الإرشادات العمليّة عن كيفيّة مساعدة الطّفل في حالات فقدان الشعور بالأمان:

  • التّخفيف من التّوتّر الفيزيولوجيّ: تنعكس المشاعر الحادّة على الطّفل جسديًا وتظهر من خلال الرجفة والشعور باليقظة أو حتّى الإحساس بالإرهاق. ويمكن أن نخفّف التوتّر الفيزيولوجي من خلال الاحتضان والقبلات، أو معانقة لعبة ناعمة أو بطّانيّة دافئة، أو التمارين الرياضيّة، أو الاستماع إلى الموسيقى وغيرها من الأساليب التي تشعر الطّفل بالرّاحة، في حال استطعنا توفيرها.
  • السّعي لتأمين البدائل: اشتياق الطّفل لألعابه وأغراضه يشعره بالانزعاج. نحاول قدر المستطاع تأمين البديل الذي يمكن أن يسلّي الطّفل ويملأ فراغ أوقاته.  وفي حال لم يتقبّل الطّفل الأغراض الجديدة، لا نجبره بها، إنّما نحاوره ونساعده لحلّ المشكلة لديه. ونشرح له أنّ هذا حل مؤقت.
  • البقاء إلى جانب الطّفل: كل ما هو مرتبط بالمنزل والعائلة يُشعر الطّفل بالأمان. لذلك من المهمّ أن نبقى إلى جانبه ونشعره بأننا عائلة في جميع الظروف.
  • الإجابة على أسئلة الطّفل: في كثير من الأحيان يعبّر الطّفل عن قلقه وعن فقدانه الشّعور بالأمان من خلال الأسئلة، وتقديم الإجابات المطمئنة من قبلنا سيساعد الطّفل على التّعامل مع أفكاره المقلقة وسيخفف عنه مشاعر عدم الاستقرار.
  • التفريغ النّفسيّ والانفعاليّ: ونقصد بذلك مساعدة الطّفل على التّعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال وسائل مختلفة في حال توفّرها، مثل الرسم، اللعب بالمعجون، التمثيل، قراءة القصص وتأليفها…
  • تكوين صداقات في البيئة الجديدة: قد يكون من المفيد أن نشجّع الطفل على التعرّف على أطفال من سنّه، وقد يشاركونه التجربة نفسها. هذه العلاقات مهمّة كي تكون مساحة مشتركة للتعبير بين الأطفال ومشاركة اللعب.
  • التّغيير في المكان الجديد: القدرة على إحداث التّغيير في المكان التي تنزح إليه الأسرة قد يرتبط بالظروف وبطبيعة المكان، ولكن من المفيد أن تحاول الأسرة ترتيب المكان الجديد بما يتناسب مع راحة الطّفل. مثلًا نختار الألوان التي يحبّها الطّفل، نعلّق رسوماته على الجدار، نخصّص له مكانًا للّعب وغيرها من الأساليب التي تجعل المكان أكثر ألفةً ولطافةً.

   الأمان الحقيقيّ لا يكمن في الجدران والأثاث وإن كانت هذه الأشياء مهمّةً، ولكن بالنّسبة للطّفل فإنّ الأمان الحقيقيّ يكون في الأسرة المتماسكة والمحبّة له.

تتمنّى "أرجوحة" العودة الآمنة لجميع النازحين.

 

الكاتب
محمد ناصرالدين

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم