Instagram Facebook YouTube

 الرّضاعة الطبيعية: ملاذ نفسي للأم والطفل أثناء الأزمات.

قد تؤثّر الأزمات الإنسانية الناجمة عن كوارث طبيعية أو حروب على صحّتنا النفسية إذ تزيد من التوتّر والإحباط لدينا، ممّا ينعكس على أصعد مختلفة من حياتنا اليومية ومنها الرّضاعة. في مقال سابق، طمأنت "أرجوحة" الأمّهات أنّ حليبهنّ يبقى كافيًا والأنسب للطّفل بالرّغم من الضغوطات النفسية. أمّا في هذا المقال، فسنوضح تأثير الرّضاعة على تحسين الصحّة النفسية للأمّ.

 

إذًا في خضمّ الأزمات الإنسانية، تُصبح الرّضاعة الطبيعية أكثر من مجرّد وسيلة تغذية للطّفل، بل ركيزة أساسيّة للرّاحة العاطفية للأمّ وطفلها على حدّ سواء. فتمنح الرّضاعة الطّفل شعورًا بالأمان والاستقرار والحب في عالم مضطرب، وتساهم في الوقت نفسه في تهدئة الأمّ والتخفيف من التوتّر لديها من خلال إفراز هرمونات مثل الأوكسيتوسين الذي يمنح الشعور بالرّاحة والاسترخاء والارتباط العاطفي العميق. 

ومع إفراغ وقت للرّضاعة وتخصيص مكان لها، حتى لو زاوية صغيرة، يصبح من الأسهل التركيز على احتياجات الطفل والانغماس في مشاعر الحب في هذه اللحظات، ممّا قد يساعد الأمّ على الابتعاد عن الواقع والحدّ من توتّرها ولو لدقائق. 

من ناحية أخرى، توفّر الرضاعة تلقائيًا اتصاًلا جسديًّا بين الأمّ والطّفل، الأمر الذي يصبح أكثر أهمّية لرعايته في هذه الأوضاع. وبإمكانها زيادة هذا الاتّصال أيضًا من خلال ملامسة جلده أو وضعه عاري الصّدر على صدرها بهدف ملامسة جلديّة من دون حواجز، ثم تتغطّى معه. تُشعر هذه الممارسة الطّفل بالرّاحة والأمان فتقلّل من بكائه، إضافةً إلى فوائدها الصحّية الأخرى مثل تنظيم ضربات القلب وغيرها، كما أنّها تؤمّن الدفء للطفل حتى في حالات البرد القارس تفوق فعاليّتها الثياب. تساعد الأمّ بدورها على الاسترخاء وتحفز انتاج الحليب.

 

في النهاية، تبقى الرّضاعة الطبيعية الوسيلة الأمثل لتغذية الطفل، كما تساهم في تحسين صحة الأم النفسيّة في خلال الأزمات الإنسانية. رغم كلّ التحديات، فإنّ القدرة على التواصل مع الطفل من خلال الرّضاعة، واستثمار اللحظات الحميمة في بناء روابط قويّة معه، تعزّز من الاستقرار النفسي وتمنح الأمّ والطفل الأمل في أيّام أفضل.

 

الكاتب
.نور الهدى عزالدّين مستشارة دولية للرضاعة الطبيعية

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم