Instagram Facebook YouTube

من يشعرنا بالأمان كأهل؟

قبل الحرب، خلالها أو بعدها، أثناء غارة وهمية أو حقيقية، أثناء متابعتنا الأخبار، وأمام أي خبر صادم أم سيّئ، نحاول كأهل طمأنة الطّفل، وامتصاص أي شعور ضاغط أو توتر لديه، ولكن من يطمئِننا كأهل؟ لعلّ الأمان والشعور بالحماية أصبحا في الأيام الماضية شبه مفقودين لدينا كأهل. فكيف يمكننا منحهما للطفل؟ هذا السؤال قد يراود الجميع منّا.

 

تشارككم "أرجوحة" هذه الخطوات التي قد تخفّف عنّا ثقل مشاعرنا ولو قليلًا:

 

  • نناقش ما نراه، أو نسمعه أو نفكّر فيه أو نشعر به وما يقلقلنا، مع شخص مقرّب منّا، يصغي جيّدًا لنا، يفهمنا من دون أي أحكام مسبقة. فأحيانًا يمكن لمحادثة أو اتصال أو جلسة مع صديق مقرّب، أن تخفّف من ثقل مشاعرنا وقوّتها، خصوصًا إذا تشاركناها مع شخص يتعاطف مع تجربتنا أو مرّ بمثلها أيضًا.

 

  • في حال كنّا نخضع لجلسات العلاج نفسي، من المفيد أن نُطلع المعالج على ما نَشعر به ونفكّر فيه وما نخاف منه في ظلّ ما يحدث. فزيارة مختصّ واستماعه إلينا مفيد جدًا، إذا استطعنا تحمّل الكلفة. 

 

  • نحاول تجنّب الأشخاص الذين يبالغون بتحليل الأخبار أو يهوّلون، أو الذين يثيرون لدينا دومًا مشاعر قلق إضافية،  أو يزرعون في مخيّلتنا أفكارًا سلبية.

 

  • نتذكّر أنّ المشاعر وقوّتها وطبيعتها وتأثيرها تختلف من شخص إلى آخر. ولا أحد يشكّل معيارًا لنقارن أنفسنا به ولا نسمح لأحد بالقيام بهذه المقارنة، أو الاستهزاء بمشاعرنا أو تسخيفها.

 

  • نتحقّق من الأخبار للتمييز بين الدقيقة والمضلّلة، ونتفادى الإذاعات والقنوات والمجموعات الإخبارية التي تنشر أخبارًا مضلّلة أو مفبركة أو التي تضخّم الأخبار، لأنّها ستقلقنا وتستنزفنا أكثر.

 

  • نحاول العودة إلى روتيننا تدريجيًا، لأنّ الروتين اليومي يحمل الأمان إلينا. هذا لا يعني أن ننسى الوضع العام، ولكن من المهم أن نحاول ممارسة حياتنا بشكل طبيعي قدر المستطاع وطالما لا يزال هناك إمكانية لذلك. 

 

  • نتقاسم المهام مع الشريك، لا نحمل الأعباء وحدنا في حال كان هناك شخص إلى جانبنا. فاقتسام الأعباء والمسؤوليات، يخفف من الضغط ويعطينا وقتًا أكثر لأنفسنا ولأخذ قسط من الراحة، كما أنّه يشعرنا بالدعم.

 

  • نفكر في أمر مريح وباعث للسعادة، وفي أشخاص نحبّهم، في مكان نرغب في الذهاب إليه. يمكننا الخروج في الهواء الطلق، شراء بعض الحاجيات، تناول وجبة نحبّها، الاستماع إلى الموسيقى أو إلى برنامج إذاعي مريح، مشاهدة فيلم أو مسلسل يبعدنا قليلًا عن الجوّ المشحون.

 

  • نأخذ استراحة من مشاهدة الأخبار قد تطول لساعات أو يوم أو أكثر. فمتابعتنا للأحداث القاسية بشكل يومي ستترك أثرًا سلبيا علينا. ولا يعني توقّفنا لفترة عن متابعة الأخبار، أنّنا لا نأخذ ما يحدث على محمل الجد، بل يعني أنّنا بحاجة الى استراحة ولو قصيرة لحماسة أنفسنا.

 

  • يمكننا ألّا نتفرّج على المشاهد الدموية، فالبعض منّا قد لا يتحمّل ذلك. لا نجبر أنفسنا على ما يفوق قدرتنا. ولو أنّ قدرة التحمّل تختلف من شخص إلى آخر، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّنا نستطيع جميعنا تحمّل الأخبار القاسية أو المشاهدة الدمويّة بالدرجة نفسها، أو حتى لا نستطيع بتاتًا، وهذا أمر طبيعي.

 

  • قد لا يوجد شخص معيّن سيجلب الأمان لنا، وقد نكون نحن أكثر من سيشعرنا بالاطمئنان، لذلك فلتكن الأحاديث والأفكار التي نتشاركها مع أنفسنا ايجابية ولكن في الوقت نفسه واقعية. في حال عدم نجاحنا في هذه المحاولة لا بأس، فهي تحتاج للتدريب.

 

أخيرًا، من المهم أن نقدّم الرعاية للطفل، وأن نهتم بسلامته النفسية والجسدية، ولكن حتى نحقق ذلك علينا أن نهتمّ بأنفسنا وأن نتعامل مع مشاعرنا وأفكارنا متى تسنّى لنا ذلك. قد يكون الشعور بالأمان في بعض الظروف مهمّة صعبة، ولكن علينا بالمحاولة.

حتى نستطيع أن نساعد الطّفل على تخطّي ما حدث، وما نتج عنه، علينا أن نتخطّى نحن أوّلًا ما حصل، أو نحاول على الأقلّ.

دمتمّ سالمين.

الكاتب
ريم عثمان

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم