يُمكن أن يكونَ غياب الأب عنِ البيت تحدّيًا كبيرًا للأُسرة، ويُمكن أن يؤثّرَ في الأم والطّفل بشكلٍ كبيرٍ. إنّ غياب الأب ليس مجرّد غيابٍ جسديٍّ، بل هو حال تحمل في طيّاتها أعباءَ نفسيّةً واجتماعيّةً تطرأ على حياة أفراد الأُسرة.
كيف تتصرّف الأمّ مع أبنائها في ظلّ غياب الأب عنِ المنزل، وكيف يُمكن للأمّ تقديم الدّعم والاستقرار لأطفالها في هذه الظّروف الصّعبة؟ سؤال قد تطرح العديد منَ الأمّهات في ظلّ غياب الأب منَ المنزل.
إليكم بعض النّصائح من «أرجوحة»:
1. التّفهّم والشّرح:
عندما يكون الأب بعيدًا، قد يشعُر الطّفل بالقلق أوِ الحزن. لذا، منَ المهمّ أن تتفهّمَ الأمّ هذه المشاعر، لأنّها طبيعيّةٌ، وأن تشرحَ له سبب هذا الغياب. يُمكن أن تخفّفَ هذه المحادثة من قلق الطّفل وجَعْله أكثر تقبّلًا للوضع.
2. تخصيص وقتٍ مع الأب:
نحدِّد وقتًا بحسب قدرة الأب ووقته، ونُخبر الطّفل بالموعد المؤكّد. قد يكون هذا اللّقاء وقت تناوُل الطّعام، بعد المدرسة أو قبل النّوم. يكون هذا الوقت مخصَّصًا للحديث واللَّعِب والاستماع إلى قصصهم. في بعض الحالات مثل السّفر، يُمكن أن يكونَ هذا الوقت النّوعيّ عبر الهاتف.
3. بقاء الأب على اتّصالٍ دائمٍ:
نستخدِم وسائل الاتّصال مثل المكالمات الهاتفيّة والمراسلة الإلكترونيّة الّتي تسمح للطّفل بالتّواصل مع الأب بانتظامٍ. هذا يُمكن أن يبنِيَ جسورًا افتراضيّةً بينهما ويسمح للأطفال بالشّعور بقرب الأب. اللّقاء الفعليّ بالتّأكيد أفضل، ولكن للضّرورة أحكامٌ. نذكّر أنّ التّواصل المنتظم يُعطي الطّفل شعورًا بالأمان.
4. "بابا دائما حاضر في بالنا":
نشجّع الطّفل على إنشاء ذكرياتٍ مشترَكةٍ مع الأب حتّى وإن كان بعيدًا. يُمكنه أن يطبعَ صُوَره ويُلصِقها بجانب صورته، كتابة رسائل، رَسْم عائلته، صُنْع سوارٍ لبابا ووَضْعها كلّها في ألبومٍ، يُمكننا التّفرّج عليه مع بابا متى سمحتِ الفرصة.
5. إشراك الأب في يوميّات الطّفل:
نُطلِع الأب على أيّ تغييرٍ في حياة الطّفل، كما نُشرِكه في معظم القرارات المُهمّة، ونأخذ برأيه، حتّى ولو كان بعيدًا. يُظهِر هذا للطّفل أنّ وجود الأب ودَوْره مهمّان وثابتان في حياته على الرّغم من سفره. كما يعزّز هذا من شعور الطّفل بالأمان والاستقرار، ويعكس التّعاون والتّواصل الأُسريّ الصّحّيّ.
تذكّر «أرجوحة» أنّ غياب الأب عند طفله لا يعني إلغاء دَوْره. بالاستناد إلى الحبّ، الدّعم والاتّصال المستدام؛ يُمكن للأمّ تعزيز علاقة الأب بطفله والمساهَمة في بناء ذكرياتٍ جميلةٍ تدوم مدى الحياة!