يُعَدّ وقت تناوُل الطعام واحدًا من أكثر اللّحظات أهمّيّةً الّتي يجتمع فيها الأطفال في خلال استراحتهم، قبل اللَّعِب أو بعده. إن نحضّرَ للطّفل علبةً مليئةً بما يُحبّ، وبما نستطيع توفيره. أحيانًا قد نملك الوقت الكافي لتحضير فاكهةٍ وخضراواتٍ مقطّعةٍ بعنايةٍ مع شطيرةٍ لذيذةٍ، وأحيانا ونحن نحاول إنجاز الكثير منَ الأمور نكتفي بشطيرةٍ وعلبة عصير، أو فطيرةٍ جاهزةٍ في أسوأ الأحوال. ولكنّ كلّ ما سبق يُمكن أن يكونَ وجبةً مثاليّةً للطّفل في خلال يومه المدرسيّ!
ولكن، قد يعود الطّفل بعد هذه الخيارات كلّها، وهو لم يأكلْ شيئًا من طعامه، وقد يلوم بعضٌ منّا نفسه. ولكن، تذكّركم «أرجوحة» بأنّ ما تقدّمونه إلى طفلكم هو كافٍ!
ما هي الأسباب المحتمَلة لعدم تناوُل الطّفل طعامه في المدرسة؟
قد يُجيب الطّفل بأنّ المشكلة لا علاقة لها بالطّعام نفسه، وأنّ نهاره كان مزعجًا: اختلف مع صديقٍ، نال علامةً سيّئةً، انزعج منَ المعلّمة، عانى آلامًا في بطنه… كلّها احتمالاتٌ واردةٌ، ولكن لربّما قلّ ما قد تتكرّر.
في حال كان أحدها السّبب منَ المهمّ أن نقولَ للطّفل جملةً واحدةً: لا شيء يجب أن يعكّرَ تناوُلنا لوجبةٍ مليئةٍ بالحبّ!
أمّا إذا كان السّبب يطال الوجبة نفسها، فإليكم بعض النّصائح الّتي يُمكن أن تساعدَنا:
1. نضع كمّيّاتٍ معقولةً ومناسِبةً:
نتأكّد من أنّ الكمّيّة المقدَّمة إلى الطّفل مناسِبةٌ لعمره واحتياجاته الغذائيّة. لا تضعْ كمّيّاتٍ كبيرةً قد تشكّل عبئًا على الطّفل وضغطًا عليه.
2. نتجنّب التّرهيب:
لا نقوم أبدًا بالضّغط على الطّفل أو إجباره على تناوُل الطّعام، كي لا نزيدَ منَ المشكلة ونفوره منَ الأكل.
3. نتحدّث بصدقٍ:
نتحدّث بدايةً مع الطّفل، نسأله عن يومه وكيف أمضاه، وإذا ما كان هناك أيّ شيءٍ قد أزعجه. نتطرّق بعدها بشكلٍ مباشرٍ إلى وجبته، نسأله كيف كانت؟ ونترك له حرّيّة التّعبير من دون مساعَدةٍ منّا. قد يكون هناك مكوّنٌ واحدٌ لم يلقَ استحسانه، أو تفصيلٌ صغيرٌ لم يعجبه.
4. نستفسر عن تفضيلاته الشّخصيّة:
نسأل الطّفل عن أنواع الطّعام الّتي يفضّلها، بدءًا منَ الخضار والفاكهة، نوع الخبز... وما إذا كان يفضّل، الجبنة، أمِ الزعتر، مربّى أو حلاوة. ونحاول تضمينها في وجباته المدرسيّة.
5. نتسوّق معًا:
نذهب إلى شراء الحاجيات مع الطّفل، ونسمح له أن يختارَ من كلّ مجموعةٍ غذائيّةٍ نوعًا أو اثنين بحسب ميزانيّتنا: نوعين منَ الخضار، الفاكهة، اللّحومات، النّشويّات، الألبان والأجبان.
6. نستخدم عناصرَ لذيذةً وجذّابةً:
قد يكون عدم تناوُل الطّعام مرتبطًا بعدم إعجاب الطّفل لشكل الوجبة المقدَّمة أو طعمها. يُمكننا بقَدْرٍ ما يسمح وقتنا أن نحاولَ تزيين طعامه: قد نقطّع الفاكهة والخضراوات على شكل دوائر ومثلّثات، ونستخدِم خبزه المفضّل في إعداد الشّطيرة. قد يكون متأثّرًا بإعلانٍ تلفزيونيٍّ أو بطعام أحد أصدقائه، لا بأس فهذا واردٌ.
7. نتساعد في تحضير الوجبة:
ندع الطّفل يشارك في اختيار وجبته المدرسيّة وتحضيرها. قد يشعُر بالاهتمام الإضافيّ عندما يشارك في هذه العمليّة. ويتحمّس عندما يضع لمساتِه الخاصّة.
8. نكون مثاله الإيجابيّ:
يتأثّر الطّفل بسلوكيّاتنا الغذائيّة، نتناول حاجتنا منَ الطّعام، نركّز على تناوُل العناصر الغذائيّة كلّها، ونُظهِر استمتاعنا في خلال فترة تناوُل وجبتنا.
تعلم «أرجوحة» بأنّ هذه الخطوات تحتاج إلى الصّبر والتّكرار، وقد تستغرق وقتًا للتّغيير. ولكن، فَلْنحاولْ أن نجعلَ كلّ تفصيلٍ في حياة طفلنا سعيدًا ومريحًا!