Instagram Facebook YouTube

استقبال المولود الجديد

إنّ إحضار المولود الثّاني إلى البيت يختلف عن إحضار المولود الأوّل. وعلى الرّغم من أنّ المسائل العمليّة تصير أسهل، إلّا أنّ إشراك الطّفل السّابق في الحدث يبدو مُحيِّرًا بالنّسبة إلى الوالدَيْن. هنا، تُجاوِب "أرجوحة" عن السّؤال: "كيف نحقِّق تجربةً آمنةً للصّغيرَيْن جدًّا؟".

  • في خلال الحمل:
  1. نقول للطّفل الأوّل إنّ مولودًا جديدًا سينضمّ إلى العائلة.
  2. نَصِف له بكلماتٍ وجُمَلٍ بسيطةٍ كيف ينمو الجنين (مثل: نبحث معًا عن صُوَرٍ تقارِن حجمه بأحجام الفواكه).
  3. باستطاعة الأمّ أخذُه معها لزيارة الطّبيب (فيرى صورة الجنين ويسمع دقّات قلبه، مثلًا). كم باستطاعتها إشراكه ببعض المَهامّ المستجدّة (مثل: تحضير الطّعام الصّحّيّ، ممارسة الرّياضة المناسِبة، تذكيرها بتناوُل الڤيتامينات). 
  4. نُطلِعه على التّرتيبات ونُشرِكه في تحضير المنزل لأخيه/ أُخته (مثل: دهان حيطان الغرفة، إضافة الرّسومات إليها، تغيير الدّيكور، تزيين طاولة الشّوكولاتة، اختيار الملابس والأغراض…). 
  5. في حال الاضطرار إلى نقله من غرفته أو سريره، نقوم بالأمر قبل وصول المولود الجديد. 

      6.  الشّيء نفسه بخصوص تدريبه على استخدام الحمّام. أمّا إذا تعذَّر الأمر، فنبدأ بعد بضعة أشهُرٍ فقط من الولادة.

      7. نشرح له عن المولود الجديد: في البداية، فقط يأكل، يشرب، ينام ويبكي. بالتّالي، هو لا يستطيع أن يُصبحَ  فورًا رفيقه في اللّعب.

      8. نُخبره مسبقًا أنّ ماما ستذهب إلى المستشفى من أجل الولادة، ونوّفر له مكانًا مناسبًا وشخصًا مؤهَّلًا لرعايته في خلال الفترة المعنيّة. 

  • اللّقاء الأوّل: 
  1. نطلب إلى أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المُقرَّبين إحضار الطّفل الأوّل إلى المستشفى ليتعرَّفَ إلى الرّضيع. ثمّ نطلب إلى أحدٍ آخر حَمْلَ الرّضيع - أو نُبقيه في السّرير أو عند الممرِّضين - لنستقبلَ الطّفل الأوّل ونعانقه.
  2. نقوم معه بإحدى نشاطاته المفضَّلة (مثل: الذّهاب في نُزهةٍ قصيرةٍ احتفالًا بانضمام فردٍ إلى العائلة). 
  • بعد إحضار الرّضيع إلى البيت:
  1. نُرشِد الطّفل الأوّل كيف يتفاعل مع الرّضيع بطريقةٍ ملائمةٍ (مثل: نُحِّثه أنّ "اللّمسات النّاعمة" تُهدِّئ أخاه/ أُخته). نعلِّمه كيف يتقرّب منه/ منها بطريقةٍ لطيفةٍ (مثل: التّدليك). ثمّ نمدح تفاعُله الجيّد معه ونشجّعه على المزيد. 
  2. نتواجَد دائمًا في الغرفة نفسها مع الرّضيع، وإذا رأينا الطّفل الأوّل يتعامل معه بخشونةٍ، نحمل الأصغر ونُلهي الأكبر بأُغنيةٍ، لعبةٍ أو طعامٍ يُحبّه. بهذه الطّريقة:

أ-  نحمي الرّضيع. 

ب- نتجنَّب تكرار كلمة "لا"  للطّفل الأوّل، لأنّها قد تُحفِّزه على العنف.

  1. نتدخّل بذكاءٍ إذا رأينا الطّفل الأوّل يتصرَّف بعنفٍ تُجاه الرّضيع (مثل: نطلب إليه الجلوس على كرسيّ التّفكير حتّى يتوصّلَ إلى "الطّريقة الصّحيحة" لاستخدام يدَيْه). 

ملحوظة: نشرح هنا أنّ هكذا تصرُّف ليس مسموحًا، بخاصّةٍ بين أفراد العائلة. نوضِح أيضًا أنّ ما نقوم به ليس عقابًا. 

  1. نشكِّل مِثالًا إيجابيًّا له، فهو يراقِب تعاملنا مع الرّضيع طَوال الوقت، ويتعلَّم الكثير من خلال ذلك. 
  2. تنبيه ألّا نتحجَّج أبدًا بالرّضيع، فنقول مثلًا:

 "سنذهب  إلى الحديقة بعد الغداء" بدل: "لا يُمكننا الذّهاب إلى الحديقة لأنّ الصّغير نائمٌ".

 أو: "يداي مشغولتان الآن، سأُساعدكَ بعد دقائق" بدل: "أُغيِّر حفضّات الصّغير الآن".

  1. أحيانًا، قد لا يرغب أو لا يعرف الطّفل الأوّل كيف يعبِّر عن مشاعره. يُمكننا أن نعلِّمَه بأنّنا نتفهَّم ما يمرّ به عندما نُحدِث فرصًا لتعليقاتٍ بسيطةٍ، عامّةٍ وإيجابيّةٍ (مثل: "لقد حصل الكثير من التّغييرات في حياتنا مؤخَّرًا. سيلزمنا جميعًا بعض الوقت للتّعوُّد"). هكذا، سيشعُر في حاجةٍ أقلّ إلى العدائيّة بهدف لَفْت الانتباه.
  2. نُظهِر له الكثير من الحبّ، فقد يكون في حاجةٍ إلى أن يسمعَ منّا "أنا أُحبّكَ" أكثر من قبل، أو أن يحصلَ على المزيد من العناق. من المفضَّل أيضًا أن نُخصِّصَ وقتًا للقراءة أو اللّعب معًا.
  3.  نُعطي أهمّيّةً لدوره/ ها كأخٍ أكبر/ أُختٍ كبرى، فنُشرِكه/ ها في المَهامّ المتعلِّقة بالمناسَبة وبالأخ/الأُخت الأصغر (مثل: فَتْح الهدايا وأخْذ الصُّوَر، إلباس الجوارب للرّضيع، وَضْع البودرة له…). ولا ننسى أن نقولَ كم نحن فخورون بكَوْنهم إخوةً جيّدين. 
  4. لا نقارِن بين الإخوة، حتّى في الأُمور العامّة والبسيطة (مثل: الوزن عند الولادة، الشَّعر، الخطوات الأولى…)، فمن الممكن أن يُفسِّرَ الطّفل الأكبر هذه المقارَنات كانتقاداتٍ.  

 أخيرًا، تذكِّر "أرجوحة" أنّ مهارة المشاركة لا تولَد مع الطّفل، وممكن ألّا يكتسبَها قبل عمر الـ 3 أو 4 سنواتٍ، ومع التّدريب.

يتربّوا بعزّكم!

 

الكاتب
رنا العريضي

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم