أصبح من أكثر التّحدّيات أهمّيّةً اليوم هو إيجاد أساليبَ جذّابةٍ تنمّي دافعيّة الطّفل على التّعلّم والاستكشاف وترفع من حماسه لمتابعة الأهداف التّعليميّة والتّربويّة. لذلك، نحاول أن نقدّمَ الأفكار والمعلوماتِ إلى الطّفل بأساليبَ مسلّيةٍ وبعيدةٍ منَ التّكرار والملل. وهنا، نستعين بالتّعلّم النّشط.
يُمكن تعريف التّعلّم النّشط بأنّه نهجٌ تعليميٌّ يركّز على مشاركة الطّفل بنشاطٍ في عمليّة التّعلّم بحيث يتحفّز لاكتساب المعرفة من خلال المشاركة الفعّالة، ويكون باستخدام استراتيجيّاتٍ مثل: المناقَشة، التّجارب العمليّة وحلّ المشاكل...
تقدّم إليكم «أرجوحة» أبرز مميّزات التّعلّم النّشط:
- يركّز التّعلّم النّشط على بناء المفاهيم عوضًا عنِ الاقتصار على الحفظ فقط. بحيث يترسّخ المفهوم عنِ اقتناعٍ بوساطة الاستنتاجات الّتي يبنيها الطّفل بمساعدة المعلّم.
- يتعلّم الطّفل من خلال الممارسة والتّجربة العمليّة، وأحيانًا يجرّب الطّفل بنفسه ويرى النّتيجة أمام عينيه.
- يحدُث التّعلّم بشكلٍ فوريٍّ في خلال الحصّة التّعليميّة. لأنّ اكتساب المعلومات لا يعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على معاوَدة حِفْظ المعلومات الّتي شرحها المعلّم في المنزل، بل يتمّ اكتساب الجزء الأكبر منَ المفاهيم داخل الصّفّ.
- يتيح التّعلّم النّشط فرصة التّعلّم مع الآخرين. بحيث يتعاون الطّفل مع زملائه لإنجاز مشروعٍ معيّنٍ، يحصل نقاشٌ وحوارٌ في الصّفّ أو حتّى ألعاب تنافسيّة...
- يعزّز روح المسؤوليّة والمبادَرة لدى الطّفل. أيْ يتمّ تربية الطّفل على أنّه مشاركٌ في عمليّة التّعلّم وليس متلقّيًا سلبيًّا. كما ويتمّ تشجيعه على تقديم مقترحاتٍ وتنفيذ ما يقترحه.
- يعطي أهمّيّةً إلى اكتساب مهاراتٍ حياتيّةٍ إلى جانب اكتساب المعلومات والمفاهيم.
وبهذه الطّريقة سيتعلّم الطّفل أين وكيف يوظِّف المعلوماتِ الّتي يحفظها في حياته اليوميّة.
- يرتكز على المشارَكة وحرّيّة التّعبير عنِ الرّأي والمتعة والإبداع.
- يتمّ وَضْع الأنشطة والدّروس بشكلٍ يُراعي قدراتِ الطّفل الأكاديميّة ويناسب المرحلة العمريّة.
- يعزّز التّعلّم النّشط التّنافس الإيجابيّ في الفريق أوِ الصّفّ، ما يضفي التّسلية والتّشويق على عمليّة التّعلّم. مثلًا، قد يُجري المعلّم منافسةً بين مجموعاتٍ عدّةٍ في الصّفّ على تنفيذ مشروعٍ بيئيٍّ، ستشجّع المنافسة لأن يسعى الطّفل لاكتساب المعلومات والعمل بجدٍّ كي يتفوّقَ على المجموعات الأُخرى.
- يُمكن أن نصفَ المدرِّب في التّعلّم النّشط أنّه ميسّرٌ وداعمٌ ومحفِّزٌ، وأنّه شخصٌ يُمكن الوثوق به وطلب الاستشارة إليه، وهو الشّخص الّذي يوجِّه الطّفل على المصادر الصّحيحة لجلب المعلومات منها.
يُمكن أن نعتبرَ التّعلّم النّشط مواكِبًا للتّغيّرات والتّحدّيات الّتي نواجهها في التّربية والتّعليم، ويُمكن اعتباره حلًّا يطرد الملل والتّكرار.
