ينقسم الحَمْل إلى ثلاثة أقسامٍ، كلّ منها يعادل حوالى 13 أُسبوعًا وختامها الولادة. فما هو الثّلث الرّابع من الحَمْل إذًا؟ إنّها المرحلة الّتي تلي الولادة مباشرةً وتمتد على 13 أُسبوعًا، أيْ ما يعادل ثلاثة أشْهُرٍ بعد الولادة.
لذا، حضّرت لنا «أرجوحة» هذا المقال لتعرّفَنا أكثر إلى خصائص هذه المرحلة وتأثيرها في الرّضاعة الطّبيعيّة.
من الغريب أن تُنسَبَ التّسمية إلى الحَمْل على الرّغم من أن الطّفل مولودٌ، إلّا أنّه يحتاج إلى الكثير من الوقت كي يتأقلمَ مع العالم الخارجيّ. في حينٍ اعتاد الطّفل على جوّ الرّحم المظلم حيث يشعُر بالدّفء والأمان، ويكون محاطًا طوال الوقت، يسمع دقّات قلب أمّه باستمرارٍ والأصوات تبدو خافتةً. يختبر حديث الولادة العديد من الأحاسيس الشّديدة أوِ الحادّة من الأضواء والأصوات والرّوائح، إذ يختلف الجوّ الخارجيّ بشكلٍ كبيرٍ عن الرّحم. تُشكّل هذه التّغيّرات ضغطًا على الطّفل وقد تنعكس على تصرّفاته، حيث قد يبدو متطلّبًا أو منزعجًا، حتّى إنّه قد يبكي من دون سببٍ واضحٍ. تستلزم هذه المرحلة مجهودًا كبيرًا منّا لدعمه وتأمين الرّاحة والحبّ في خلال هذا التّكيّف. تخفّ متطلّبات الطّفل تدريجيًّا إذ ينمو جسديًّا وذهنيًّا كما تتطوّر حواسّه بشكلٍ سريعٍ في هذه الفترة.
من ناحيةٍ أُخرى، لا يقتصر التّكيّف على الطفل فحسب، بل يتأقلم الأهل على الحياة مع مولود جديد أيضاًّ! نتعرّف إلى طفلنا في خلال هذه المرحلة ونحاول فَهْم ما يعبّر عنه. إضافةً لذلك، يستردّ جسد الأمّ نشاطه تدريجيًّا بعد الولادة.
قد تؤثّر هذه المرحلة بشكلٍ غير مباشرٍ في الرّضاعة الطّبيعيّة بخاصّةٍ إذا لم نكُنْ نعرف عنها. غالبًا ما يُنسِب الأهل هذا الانزعاج الّذي يعبر عنه الطّفل إلى عدم اكتفائه من الرّضاعة. من المهمّ في هذه الحال أن نتعرّفَ إلى علامات الشّبع وكيفيّة دَعْم الطّفل في خلال الثّلث الرّابع من الحَمْل.
تُسمّى هذه المرحلة بالثّلث الرّابع لمستوى الاهتمام الّتي تتطلّبه للأمّ والطّفل، والّذي هو شبيه بالحَمْل. يحتاج الطّفل إلى دعمٍ كبيرٍ للتّأقلم على الحياة خارج الرّحم. من المهمّ أيضًا أن نعتنِيَ بنفسنا في خلال هذه المرحلة.
تتمنّى «أرجوحة» أن يساعدَنا هذا المقال على معرفة احتياجات الطّفل في خلال الثّلث الرّابع من الحَمْل.